المشهد المسرحي في سنة 2004

عدد الرسائل : 3 تاريخ التسجيل : 24/12/2006

المشهد المسرحي في سنة 2004

سنة سعيدة يا مسرح!!

سالم اكويندي

تميز المشهد المسرحي المغربي في سنة 2004 باستمرار سياسة دعم الإنتاج والترويج المسرحيين وبنوعية جديدة تمثلت في زيادة الاعتمادات المخصصة · وقد تركز الدعم في نهجه الجديد على خدمة الجمالي والفني على مستوى الكتابة الدرامية تأليفا وإعدادا ، وكذلك تشجيع البحث المسرحي في الأداء وبناء العرض المسرحي ، حيث أصبح في سياسة الدعم ما نلمس فيه التوجه نحو تبني استراتيجية خاصة بكل ما له علاقة بما هو نوعي وتطوري في تجربة الممارسة المسرحية انتقالا مما كانت عليه البداية في دعم الإنتاج والترويج لخلق مشاهدة مسرحية منتظمة · وقد تجلى التوجه الجديد في المهرجان الوطني للمسرح الاحترافي الأخير بمكناس ، كما تميزت سياسة الدعم بالتنوع والتعدد في دعم مشاريع فنية مسرحية باللغة الأمازيغية ، وكذا المشاريع المسرحية الموجهة للأطفال والتي عرفت خلال سنة 2004 زيادة ملحوظة ، ولم تبق كذلك سياسة الدعم المنتهجة هذه السنة منحصرة في المدن الكبرى مما وسع رقعة المشاهدة على خارطة المدن ، وخلق فرص عمل حقيقية للمحترفين في قطاع المسرح ، وقد قلل هذا التوجه عمليات الاحتجاج التي كانت تصاحب إعلان نتائج استحقاقات الدعم لحصول قناعة بنوعية الانتقاء وتعدده وتنوعه ، وباعتبار أن عملية الانتقاء أصبحت تتم بناء على مشاريع جد مضبوطة وتقدم على شكل مباراة ، وهذا ما جعل انفلاتات الولاء ودعم الاسم والامتياز تنحصر وتتوقف أمام صرامة تطبيق قانون الدعم وتفعيله ، ورغم هذه الإيجابيات فهناك ملاحظة على شروط العشرة عروض مسرحية المطلوب تقديمها ضمن شروط التعاقد في قانون الدعم والتي يجب أن تكون مصحوبة بما يلزم أن تقوم به وزارة الثقافة ومصالحها الخارجية، سواء كانت هذه المصالح مندوبيات جهوية أو إقليمية من توفير شروط تقديم هذه العروض ورعايتها من قاعات عروض ودعاية وتوفير تراخيص العرض لدى السلطات المحلية التي تنتمي إليها هذه المصالح وعدم الاكتفاء بالتأشير على أن العرض المسرحي المدعم قد تم تقديمه فقط · أما الملاحظة الثانية فتتعلق بضرورة تقديم عرض أو عرضين مسرحيين من العشرة عروض التي تقدمها كل فرقة محصلة على الدعم في مؤسسة تعليمية ، جامعية ، معهد ، ثانوية إعدادية أو ثانوية تأهيلية ، أو مدرسة ابتدائية ، ويقوم بالتنسيق مع هذه الجهات التعليمية السيد ممثل/مندوب وزارة الثقافة مع العمداء أو المديرين أو نواب وزارة التربية الوطنية ، ونفس الشيء يجب أن يتم مع مندوبيات وزارة الشباب على أساس أن تكون هذه العروض المقدمة بهذه المؤسسات إلزامية للفرق المدعمة ، وفي نفس الاتجاه نلاحظ عدم استفادة الفرق المدعمة من تقديم عروضها في المهرجانات والمواسم الثقافية والفنية التي تعقد بالجهات أو المدن أو الأقاليم التي تنتمي إليها هذه الفرق · وهنا يلزم على الجهة المدعمة خاصة وزارة الثقافة أن تتقدم باقتراحات أكيدة من خلال مندوبياتها ، كل في موقعه، لتنفيذ هذا الشرط مع إلزامية الفرق بتقديم عروضها حسب مقتضيات هذه المهرجانات والمواسم و بالخصوص الجانب المالي المخصص لهذه التظاهرات من قبل الجهات المنظمة سواء كانت مجالس بلدية أو قروية أو مجالس جهوية··· أو السماح لهذه الفرق بفتح شباك التذاكر ، وبهذه الاقتراحات نضمن فرصا جيدة ووفق شروط محترمة لترويج العروض المسرحية المدعمة وتوجيهها لخدمة الذائقة الفنية والجمالية في المسرح وبالمسرح ولا يكون مال الدعم منحصرا في الإنتاج فقط وبعد ذلك للفرق كامل الحرية في استثمار عروضهم وحسب اجتهاداتهم · وهنا تحضرني مبادرة الفرع الجهوي للنقابة الوطنية لمحترفي المسرح بمراكش والتي تستحق التنويه· بحيث نعتبرها إضافة نوعية في التنظيم والتسيير ، ونفس الشيء يلاحظ على الفرع الجهوي للنقابة بالدار البيضاء الكبرى · ونسجل في هذا الإطار استمرار وانتظام المهرجان الوطني للمسرح الجامعي بأكادير "جامعة ابن زهر" ، ومواصلة واستمرار المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالدارالبيضاء، جامعة الحسن الثاني كلية الآداب بنمسيك· الشيء الذي يغني المشهد المسرحي المغربي ويتكامل في الفاعلين فيه أكاديميا واحترافيا· ونتمنى أن تتظافر جهود التنسيق بين المسرح الجامعي والمسرح المدرسي من جهة ، ومن وجهة أخرى بين هاته المؤسسات التعليمية الأكاديمية والمسرح الاحترافي على مستوى وزارتي التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر ووزارة الثقافة·
ونسجل في سنة 2004 دعم الجهد المسرحي المبذول هذه السنة بإصدارات اتحاد كتاب المغرب والمتمثلة هنا في إصدار بحوث أكاديمية مسرحية لباحثين مرموقين ونعتبر هذا الدعم رمزيا للممارسين المسرحيين الفعليين ومساهمة أكاديمية تغني من موقعها تجربة الممارسة المسرحية المغربية بشكل يتظافر فيه جهد وزارة الثقافة واتحاد كتاب المغرب لما للمسرح من قيمة ثقافية وحضارية كما أنه رأس رمح الثقافة الوطنية ، وكما عهدناه فيما خلا من سنوات السبعينيات· وقد توج اتحاد كتاب المغرب جهده هذا باستئناف دعم كتابات وإبداعات الكتاب الشباب خاصة الإبداع المسرحي والذي شهد هذه السنة ترشح عشرة نصوص درامية لهذه الجائزة والتي تم من بينها اختيار نص درامي فائز والتنويه بنصين دراميين أخرين سيتم إصدارهما كما ينص على ذلك قانون هذه الجائزة · ونتمنى في هذه السنة التقويمية لعرض حصيلة المشهد المسرحي لسنة 2004 أن يعيد اتحاد كتاب المغرب انتظام ملتقيات المسرح التي توقفت في دورتها الثالثة بالمحمدية ، علما بأن كل أنشطة اتحاد كتاب المغرب لا تغفل إدراج المسرح كمادة من مواد فعاليات هذه الأنشطة·
وقد عرفت هذه السنة تأسيس الائتلاف الوطني للثقافة والفنون كصيغة متقدمة في نوعية التعاون والاتحاد بين مختلف المكونات الفاعلة في المشهد الثقافي والفني المغربي ، وهو تتويج يعبر عن صيانة هوية الثقافة والفن المغربيين لأنه جاء إجابة فعلية على ما عرفته اتفاقية التبادل الحر المبرمة بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية ، إضافة على ما يوفره الائتلاف من رعاية وكفالة اجتماعية للمهنيين والحرفيين في قطاعي الثقافة والفنون ودفاعا حقا عن ممارساتهم المهنية وصيانة للهوية الوطنية لمنتوجهم الثقافي والفني ، وقد لعبت النقابة الوطنية لمحترفي المسرح فيه دور الرافعة الوازنة وهذا ما يشهد على دينامية هذه النقابة وحيوتها التي أعادتها بانعقاد مؤتمرها خلال هذه السنة وانفتاحها على التجربة الدولية والعالمية في هذا الاتجاه ، ونشير كذلك ،وفي إطار التعدد والتنوع والاختلاف، لميلاد نقابة المسرحيين المغاربة والتي ستغني من موقعها الجديد تجربة الممارسة المسرحية المغربية حقوقيا ومطلبيا وممارسة كما جاء في بيانها التأسيسي ، وهي خطوة مباركة في هذا الاتجاه المتعاضد والمدعم لرصيد مسرحي ساهم فيه كل المسرحيين المغاربة وهذا مكسب للجميع · وهو تعبير عن ممارسة حق الاختلاف والتعدد والذي يبقى مشروعا لاشتراطه بواقع الممارسة ، وفي هذا الإطار أشير الى الاستقبال الذي حظي به المكتب الوطني للائتلاف من قبل السيد وزير الثقافة والسيد وزير الاتصال في شأن الرعاية الاجتماعية للممارسين في حقلي الثقافة والفنون بدون استثناء حسب ما تشير إليه الوثائق الموقعة والصادرة بعد هذين الاستقبالين كعقد شراكة بين الوزارتين المشار إليهما ومكتب الائتلاف الوطني ·
وهذا التأسيس قد تبلور في شكل دينامية مطلبية حقوقية لدى المحترفين والمهنيين ، ومن نتائج هذه الدينامية تم الإعلان عن المناظرة الوطنية الثانية للمسرح الاحترافي التي ستنظمها النقابة الوطنية لمحترفي المسرح بتعاون مع وزارة الثقافة والتي تعتبر محطة أساسية لتدارس مستجدات ساحة الممارسة المسرحية المحترفة بالمغرب ، وغير بعيد عن المجال التنظيمي تبادر هذه السنة كتابة الدولة المكلفة بالشباب بتنظيم المهرجان الوطني الأول لمسرح الشباب من خلال أندية المسرح التي يمارس فيها الشباب هوايتهم للمسرح بدور الشباب التابعة لهذه الوزارة علما بأن هذا الانتظام تميز بنوع من السرعة والارتجال في إنجازه خاصة في عمليات الإعداد له وإجراء اقصائياته ولجن تحكيمه لانتقاء العروض المسرحية المشاركة ، وهو ما يلزم بوضع قانون تنظيمي وتفعيل المصلحة المركزية للشباب لرعايته وتأطيره طيلة السنة وليس في فترة الإعلان عنه وانتظامه والتي لم تكن فترة كافية لتظاهرة وطنية بهذا الحجم ، ونتمنى أن يتم تدارك هذه الجوانب التنظيمية في السنة المقبلة لانعقاد دورة المهرجان الثانية ·
أما على مستوى المسرح المدرسي ، فإن اللجنة الوطنية للمسرح المدرسي العاملة تحت إشراف جمعية تنمية التعاون المدرسي والمنبثقة عنها قد التأمت في اجتماعها الأول لهيكلة أعضائها الجدد والمنتخبين على الصعيد الجهوي والوطني لاستئناف عملها في دورة جديدة من تجديد هياكل الجمعية المذكورة ، وقد أسفر هذا الاجتماع على تحديد مكان المهرجان الوطني السابع للمسرح المدرسي والذي سيكون بمدينة طنجة من 18 الى 24 ماي 2005 بعد البت في التعديلات المقترحة على القانون المنظم لهذا المهرجان ويومية إجراء اقصائياته المحلية و الإقليمية والجهوية ·
وفي الأخير إن سنة 2004 في المشهد المسرحي المغربي ، عرفت فورة ملحوظة واهتماما بالشأن التنظيمي والتأطيري للفعل المسرحي الممارس احترافيا وهواية ومدرسيا ، كما أن هذا الاهتمام جاء ضمن فورة ممارسة مسرحية فعلية توجت بتمثيل المغرب مسرحيا في مهرجانات وملتقيات ومنظمات دولية/القاهرة ، وعربية / الأردن ، وهو انفتاح للفعل المسرحي عن محيطه لحمل الإشعاع والتقدم بهذه الممارسة ، فمزيدا من الانغمار وخطوة ثانية في درب قطع الألف ميل ··
وكل سنة والمسرح المغربي وممارسيه بخير
وسنة سعيدة للجميع ··

27 مارس2004
" مهرجان الدار البيضاء السادس للأغنية العربية تفوز بجائزته الأولى لأحسن الأغاني الفنانة السورية ميادة بيسيلس في حين عادت الجائزة الثانية والثالثة للفنانتين الليبية والمصرية على التوالي اسمهان حسن خليفة
وأميرة أحمد علي·
2 أبريل2004
" وفاة الفنانة المغربية الشعيبية طلال في إحدى مصحات الدار البيضاء على إثر نوبة قلبية ·
4 -10 أبريل2004
" مدينة بوزنيقة تحتضن المهرجان الوطني الأول لمسرح الشباب المنظم بمبادرة من كتابة الدولة المكلفة بالشباب وذلك بهدف النهوض بالثقافة المسرحية لدى الشباب · وفازت بالجائزة الأولى للمهرجان مسرحية "المقامة المراكشية " لنادي مسرح الشباب بدمنات ·
17 ماي2004
" الفنان التشكيلي المهدي قطبي يوشح بوسام الاستحقاق الوطني الفرنسي من درجة ضابط من طرف وزير المدينة والشؤون الاجتماعية الفرنسي تقديرا للمجهودات التي يبذلها في إطارجمعية (حلقة الصداقة الفرنسية المغربية) · كما تم توشيح الفنان قطبي بوسام الاستحقاق الوطني الفرنسي من درجة ضابط للفنون والآداب من
قبل وزير الثقافة والاتصال الفرنسي رونو دونديو دو فابر·
5 يونيو 2004
" تدشين أول متحف خاص بالموسيقى الأندلسية بفاس في إطار حفل نظمته مؤسسة البحث في التربية وأساليب التنظيم·
" تدشين مؤسسة "ميلود الأبيض للفنون التخطيطية" بتافروخت أسيف المال بإقليم شيشاوة، وذلك بحضور عدة شخصيات من عالم الفن والثقافة·
19 -22 أبريل2004
" تنظيم فعاليات المهرجان الدولي الأول للموسيقى الجامعية بمراكش بمشاركة 24 فرقة موسيقية تنتمي إلى عدد من الجامعات المغربية إلى جانب فرق جامعية أخرى قدمت من بلجيكا ومصر وفرنسا وتونس ·
3 يوليوز2004
" الجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للمسرحية القصيرة تفوز بها بتمارة جمعية الستار الذهبي للفنون الدرامية·
10 يوليوز2004
" "مذكرات شيطانية " لفرقة "أبينوم" من شفشاون تتوج في مكناس بالجائزة الكبرى للدورة السادسة للمهرجان الوطني للمسرح المنظم من ثاني إلى عاشر يوليوز بمبادرة من وزارة الثقافة وبتعاون مع الجماعة الحضرية لمكناس ·
20 أكتوبر2004
" وفاة الفنان مولاي الشريف لمراني العازف ضمن فرقة "المشاهب" للفنون الشعبية عن سن يناهز55 سنة·

2005/1/1