محمد اكويندي Admin
عدد الرسائل : 164 تاريخ التسجيل : 22/12/2006
| موضوع: مذكرات بُركة لإشتفان أُركين الثلاثاء أبريل 24, 2007 12:28 pm | |
| إشتفان أُركين: مذكرات بُركة
في 22 آذار 1972 انهمر المطر طوال النهار، وأنا تكونت في مكان لطيف للغاية. سوف احدده بالضبط: في بودابست (عاصمة المجر)، المنطقة الثالثة عشرة، أمام المنزل رقم 7 في شارع درافا، حيث انخسف الرصيف. عشت هناك. داس الكثيرون عليّ، ثم شرعوا في شتمي وتلويث سمعتي وقول كلمات خشنة في حقي وهم ينظرون إلى الخلف نحوي. كنت بركة ليومين، تحملت الإهانات من دون اعتراض. كما هو معروف أشرقت الشمس في الرابع والعشرين. آه، كم عجيب هو هذا الوجود! نشفتُ، عندما أصبح الجو جميلاً! ماذا أكتب بعد؟ هل قمت بدوري بشكل جيد؟ هل تصرفت بغباء؟ أكانوا ينتظرون مني شيئاً أخر في شارع درافا رقم 7؟ ما عاد الأمر مهماً الآن، لكن من الحسن معرفة ذلك لأن البرك ستولد من بعدي أيضاً هناك. نحن نعيش حياة قصيرة، أيامنا معدودة، وبينما كنت هناك في الأسفل، نمى جيل متعطش للعمل، جلّه برك حالمة، طموحة لأن تكبر، واعدة، كلها أخذت تستجوبني وتلحّ، ما هي التوقعات في هذا الخسف الذي يعد بالكثير. أما أنا فكنت بركة ليومين لا غير، وعلى أساس ذلك لا أستطيع سوى قول هذا: في الحقيقة والواقع وبرغم حدة الكلام، ورغم الريح العاصف في شارع درافا، ورغم شروق الشمس على الدوام حتى عندما لا يكون لزوم لذلك، فالأمور لا تنتهي إلى المجاري على الأقل... إيه، ما أجمل الحفر والمطبات! انكسار الأنابيب! انخساف الأسفلت في الشوارع! أنه لشيء عظيم في هذه الأيام! يا شباب، لو تسمعون نصيحتي، هيّا! هلمّوا إلى شارع درافا! (ترجمة ثائر صالح) إشتفان أُركين (1912-1979) كاتب مجري معروف، اشتهر بأعماله المسرحية وبقصصه القصيرة، وقد ابتكر ما أسماه بقصص الدقيقة الواحدة، كناية عن قصرها الشديد. [center] | |
|