محمد اكويندي Admin
عدد الرسائل : 164 تاريخ التسجيل : 22/12/2006
| موضوع: المقهى الأدبي الأول بحي الألفة الإثنين مارس 12, 2007 5:18 pm | |
| المقهى الأدبي الأول بحي الألفة
بمبادرة فريدة وحميدة من القاصين، مصطفى لغتيري، وسعيد بوكرامي عرف المقهى الأدبي مساء يوم السبت 3 مارس 2007 كأول خطوة، فارقة في تاريخ حي الألفة بمدينة الدرالبيضاء. في حضور ألمع المبدعين وفكرة هذا الصالون الأدبي هي نابعة أساسا من فك العزلة المضروبة على مثل هده الأحياء النائية والمهمشة ثقافيا. وقد حل المبدعان الشاعر إدريس الملياني، والناقد صدوق نور الدين كضيفين عزيزين في خطوة أولى، لهذه المبادرة الإنسانية الراقية والمتحضرة.
بداية، إن أي عرض أمين لتاريخ الثقافة المغربية ولإنجازاتها المتألقة لابد أن يشير إلى فترة السبعينات ورموزها المتألقين في جميع ضروب الفن الأصيل، هو فعلا ما كان وفيا له غاية الوفاء الشاعر المتميز إدريس الملياني الذي استهل مداخلته بهذه الحقبة، ورغم كلماته التبسيطية التي أخذت لها قناع العمق والتغلغل في مجريات هذا الوقت المغبون، بالقسوة والجفاء والحروب المدمرة، بدل الحب والجمال كلمات مصوغة بحس رقيق وتوازن رهيف، تنم حقا عن ذات شاعرة بمعنى ما تحمله الكلمة. وفضل الناقد نور الدين صدوق أن يشاركنا في قراءاته العاشقة للذرر النفيسة من الكتب الكونية، وهو المطالب في هذا المحفل الأدبي أن يبوح لنا عن تجربة كتاباته النقدية، وبحكمة الكبار تستر بعباءة التواضع، هو الذي يدرك طبعا أن التجربة الإنسانية والكتابية خصوصا تحتاج إلى عمرين ولا نستوفيها حقها... حقيقة الأمر أن الناقد هو مبدع ثان بالقوة، لأن ما أنجز بالفعل هو للمبدع، ومن هنا ينبع فعل القراءة العاشقة للذرر الثمينة من الأداب الكونية، مادام الأدب قسمة وحسا سليما بين ما هو إنسائي كوني في أي أرض وجد وبأية لغة كتب. ثم عرج الأستاذ نور الدين صدوق إلى نظرية الكتابة من داخل الكتابة، مستشهدا بمقطع من رواية " زوربا " لنكوس كازانتزاكي ونسوق هنا هذه القطعة النثرية على سبيل الاستئناس : " كان هذا المنظر الكربتي يشبه، على ما بدا لي ، نثرا جيدا: متقن الصنعة، بسيطا، خاليا من التكلف، قويا جزلا. انه يعبر عما هو أساسي بأبسط الوسائل. إنه لا يتبختر، ويرفض استعمال أقل تصنع. إنه يقول ما عليه أن يقوله بصرامة رجولية" ص38 وفي هذا الصدد أي نظرية الكتابة من داخل الكتابة. تمادى المتدخل في استحضار كتب أخرى لها نفس المنحى، " كالوصايا المغدورة" لميلان كونديرا، " وآلة الأدب " لإيطالو كالفينو، " وست نزهات سردية " أو " ست جولات في الغابة القصصية لأمبرطو إيكو الترجمة الأولى لسعيد بنكراد والثانية للدكتور محمد بن منصور أبا حسين، وبعد هذه المداخلة القيمة أعطيت للحضور فترة استراحة، التي اغتنمها فرصة لتوقيع ديوانه " بملء الصوت " الشاعر الملياني وذلك لضيق الوقت، وبعد الاستئناف شنف أسماعنا الشاعر الملياني من قصائده بإلقاء متميز لقراءة نصوصه التي حلقت إلى عوالم الثلوج الروسية ورموزها الثقافية. بهذه القراءة أختتم هذا الحفل الأدبي البهيج الذي عرف نجاحا واقبالا جماهيريا عريضا وثلة من المثقفين ليضرب لنا المقهى الأدبي موعدا آخرا مع وجوه مبدعة جديدة في أخر هذا الشهر الجاري وهي دعوة مفتوحة للجميع. محمد اكويندي | |
|