محمد اكويندي Admin
عدد الرسائل : 164 تاريخ التسجيل : 22/12/2006
| موضوع: الوجه الخفي للمعرض الدولي الثالث عشر للنشر والكتاب السبت فبراير 24, 2007 3:48 am | |
| الوجه الخفي للمعرض الدولي الثالث عشر للنشر والكتاب . كثيرة هي الأمكنة التي نعبرها كالأطياف خفافا. وقليلة هي النفوس التي تقيم علاقة " حميمية " بينها وبين تلك الأمكنة، حتى تمنحنا نفسها، لنبصر ما خفي وظهر منها، وما عتم وما أضيء منها كذلك. من الباب الخلفي للمعرض الذي أصبح بفعل التحولات، والتغيرات العمرانية، التي ستعرفها تلك المنطقة هو الباب الرئيسي. ببذلته الرياضية الحمراء الباهتة، والمتآكلة الأطراف، كان يداعب بظهره السياج المضروب على ساحة المعرض، ضربات ارتدادية، كأنه يود التخلص من صعقة كهربائية، فجأة توقف، ثم توجه إلينا رأسا، عرض علينا تذاكر الدخول، مصحوبة بكلمات مشجعة، كإعفائنا من عناء الازدحام، ومساعدته هو الطالب… اصطحبنا حتى باب الدخول، وبإشارة متبادلة بينه وبين البواب..استقبلنا لسانا أحمرا ممتدا ومفروشا بالحصى الأنيق، والذي يفضي بنا إلى مدخل باب القصر الكبير للعرض . كل شيء دائما يقرأ من عتبته...وعند عتبة باب القصر الكبير لمعرض الكتاب، منحتنا فتاة..في مقتبل العمر برنامج اللقاءات الثقافية وأماكن تفعيلها...أروقة المعرض هي أشبه بجحور النمل تتقاطع بينها مسالك ودروب، الزوار يتدافعون زرافات...زرافات، أغلبهم من تلاميذ المدارس..هؤلاء الشياطين كلما أتعبهم العياء أسندوا ظهورهم على جدران قاعة مليكة مستظرف، التي كسوها باحتجاجاتهم الصارخة ( ابتسام 11 سنة عيب الدخول بخمسة دراهم،/ محسن 12 سنة أليس لديكم أولاد يا ناس؟ وكأن القدر شاء أن يقف عمر أوكان هو الآخر محتجا على تجميد عضويته من طرف اتحاد كتاب المغرب، وكذلك قاعة مليكة مستظرف التي أصبحت محطة احتجاج هي التي يا ما احتجت بدورها ( رحمها الله ) عمر الذي لفف جسده بلافتة، وكمامة على فمه..مكتوبان بخط أحمر قاني..هذا الأحمر الذي يحيلنا إلى النار المشتعلة في أسعار الكتب، وعدم وجود لجنة لقمع الغش، حيث التلاعب بقائمات المبيعات، قائمة قبل الخصم، وقائمة..بعد الخصم..وقائمة بالجنيه المصري وقائمة بالدولار، وأخرى بالدرهم المغربي.." وهلم غشا " وحتى بعض الكتب بيعت في السوق السوداء.( الأعمال الكاملة لإيطالو كالفينو، الأعمال الشعرية الكاملة لأونجارتي وكتاب هشام جعيط الجديد تاريخ السيرة النبوية، وكتاب ما بعد الليبرالية.) إذا كان معرض القاهرة " للكتاب (39) عرف أن أكثر الكتب مبيعا هو كتاب " صدام لم يعدم " فإن معرض الدارلبيضاء (13) هو بدوره عرف كتاب " الطاغية " لإمام عبد الفتاح إمام إقبالا يعز نظيره، هذا الكتاب عرف ثمنين. عشرة دراهم في نسخة ( عالم المعرفة ) ومرر من تحت الطاولة، طبعا، وأربعون درهما في دار المدبولي بطبعة مزيدة ومنقحة. ومع أن هذه الطبعة الأخيرة زينة بغلاف أحمر.. كما عرف كذلك "بدوي أحمر" للماغوط رواجا لا بأس به وكذلك ( رواية اسمي أحمر ) لأورهان باموق نفس الإقبال الذي عرفه كتاب " الطاغية " . وما يدعو للخجل حقا، حضور دار ميريت الخجول والباهت حيث تسللت إلى المعرض بعلبة كرطون صغيرة كل محتوياتها روايات ومجاميع قصصية، وأضمومات شعرية، كل ما فيها قيم هي ( رواية أسامة الديناصوري ) "كلبي الهرم.. كلبي الحبيب" ( نسختين ) وإن حضرت رسائل وتجليات مصطفى ذكري، يبقى غيابه الفعلي (هو المدعو للمعرض) علامة استفهام، أما حضور منتصر القفاش، للمعرض وغياب كتبه هو أشبه بذاك الطيف العابر للأمكنة أو " التصريح بالغياب " حسب تعبيره تبقى اللقاءات الثقافية لهذه الدورة (13) كالمثل المغربي القائل(العظمة التي لم تقضمها أمنحها لأخيك..) باستثناء لقاء عبد الوهاب المؤدب، وأركون ، وعبد الله العروي، ومحمد الداهي وندوة الائتلاف التي بها ختم المعرض دورته...وإن بقى قبل إغلاق الأبواب أناس يكنسون البساط الأحمر للمعرض.
محمد اكويندي | |
|