محمد اكويندي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محمد اكويندي

مرحبا بكم في منتدى محمد اكويندي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رسائل خوليو كورتازار في ثلاثة أجزاء إلى غبريال غارسيا ماركيز

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بواسطة محمد محمد اكويندي




عدد الرسائل : 18
تاريخ التسجيل : 12/01/2007

رسائل خوليو كورتازار في ثلاثة أجزاء إلى غبريال غارسيا ماركيز Empty
مُساهمةموضوع: رسائل خوليو كورتازار في ثلاثة أجزاء إلى غبريال غارسيا ماركيز   رسائل خوليو كورتازار في ثلاثة أجزاء إلى غبريال غارسيا ماركيز Icon_minitimeالإثنين يناير 29, 2007 12:18 pm

رسائل خوليو كورتازار في ثلاثة أجزاء إلى غبريال غارسيا ماركيز وكارلوس فوينتيس وآخرين

نجم والي الحياة 2003/10/8


ماريو فارغاس يوسا، الذي كان قارئاً سابقاً وفي الوقت نفسه صديقاً حميماً لكورتازار، ذكر في إحدى لقاءاته الصحافية، أن أكبر "تحول غير عادي" رآه في حياته عند إنسان ما، هو ما حدث لصديقه الكاتب الأرجنتيني خوليو كورتازار" ففي ليلة وضحاها، على حد قول، يوسا، تحول كورتازار من المثقف البوهيمي، العبثي الوجودي الذي كانه إلى الناشط السياسي. ولم ينس يوسا أن يضيف في حديثه القديم ذاك، أنه كان يرى دائماً في كورتازار، شخصيتين، تقفان في شكل مخلص لبعضهما بعضاً: العبثي الوجودي، والسياسي الملتزم. ولكن عند قراءة مراسلاته الكاملة التي صدرت قبل فترة قريبة، تتضح صورة تحول كورتازار بصورة أكثر دقة. كما تسلط رسائله هذه، التي كلف بها زوجته الأولى، "أورورا فيرنانديس"، أن تعتني بها، مع أعماله الأخرى غير المنشورة، بسنة قبل وفاته في شباط (فبراير) 1984، الكثير من الضوء على حياة صاحب "رايويلا Rayuela". الرسائل صدرت بثلاثة أجزاء وتقارب 200 صفحة، ويقترب عددها من 600 رسالة، كُتبت معظمها بين عامي 1937 و1983.
رسائل خوليو كورتازار في ثلاثة أجزاء إلى غبريال غارسيا ماركيز Jolo_18.jpg_200_-1
في الرسائل الأولى، نقرأ كورتازار الشاب العاطفي، الذي يكتب رسائل مثيرة للعواطف والإعجاب لمعلميه، اللذين سيتحولان لاحقاً في باريس، إلى زميلين وصديقين له، على رغم أنهما يكبرانه سناً: أوكتافيو باز وخوسيه ليثاما ليما. ومن أكثر المفارقات التي ستصادف القارئ، قراءة رسالة مكتوبة في الستينات (نصف الرسائل كتبها تقريباً بين عامي 1962و1968)، سيعثر فيها على شهادة تثير الفضول، كتبها كورتازار بعد زيارة له للسينما: "مرتين كدت أنام تقريباً. تلك هي تجربتي الأخيرة مع أنطونيوني، لن أشاهد له أي فيلم في المستقبل. يكفي ما رأيت". إنها مفارقة عجيبة بالفعل، أن أنطونيوني "الممل" بالذات، سيتصل بعد وقت قصير بكورتازار، ويخبره أنه يريد تصوير إحدى قصصه للسينما، "القابض على الشيطان"، والتي تحولت بعدها إلى اشهر أفلام أنطونيوني، وإلى إحدى كلاسيكيات السينما العالمية: "Blow Up"، وأن نجاح الفيلم هذا، أو هي عبقرية المخرج أنطونيوني بالذات، التي مكنت كورتازار من أن يعيش بصورة مريحة من الثروة التي حققتها له أرباح الفيلم، وأن يتفرغ بعدها للكتابة فقط، "من دون الحاجة الى العمل"، هذا يعني "للكتابة، دون العمل الاضطراري في حقل الترجمة من أجل العيش" (كما نفعل نحن!).

الأسلوب الشفاف الذي تميزت به طريقته بكتابة القصة القصيرة، والذي يبدو في معظم قصصه عادياً وهادئاً في البداية، على رغم أنه ينتهي دائماً إلى مفاجأة تودي الى الكارثة أحياناً، كما في قصة "رجل لا يتهم أحداً"، عندما ينتهي الرجل الذي يريد خلع جاكيتاً، ولا يستطيع، لرمي نفسه من الطابق الثاني عشر، هذا الأسلوب يختلف عن أسلوبه الذي كتب به الرسائل، إذ يلتقي المرء هنا، على وضوح لا يقبل الالتباس، وضوح يقترب من السهل العميق.

كورتازار يطبع رسائله على الآلة الطابعة، وغالباً دون تصليحات، وعنده ميل الى المزاح، وبخاصة عندما يلعب مع بعض الكلمات الواضحة. وإذا كنا لا نعثر على شخصية كورتازار في أعماله الأدبية، في "رايويلا (العنوان العربي: الحجلة)" مثلاً، الرواية التي تتحدث عن باريس، باريس الخمسينات، وعن النقاشات "الثقافية" والتناقضات المكتوبة بلغة مفخمة، عالية المستوى وعفيفة، تخلو من الروح الفكاهية، فإننا نلاحظ تخلي كورتازار عن هذا الحذر اللغوي أو التعبيري في رسائله، حتى أنه لا يقتصد في بعض المناسبات في كتابة تعليقات جارحة بما يتعلق بـ"الفضائل البورجوازية"، أو بما يتعلق بجرح ناشريه ومترجميه، ويتحدث عنهم بوحشية أحياناً.

لكن على رغم ذلك، هناك مقاطع في الرسائل تقترب من الأدب، كما نقرأ في تلك الرسالة التي يكتبها قبل السفر إلى بيته الريفي في فرنسا في إقليم "البروفانس": "كم هو الأمر كريه، لنتخيل الأمر قليلاً: الدخول الى البيت، والإقامة هناك خلف أبواب موصدة، لمدة خمسة أو ستة أسابيع" ومن أجل أن يكون الوضع أكثر درامية، لنتخيل المشهد فقط في الشتاء، بصحبة خيوط العنكبوت، والرفوف المزدحمة بالكتب، وبصحبة هدوء النهار الذي يمتد ويمتد. ماذا يحدث للبيوت في الليل؟ ماذا يحدث بالفعل؟ وكأن الأمر يجري مثلما يحدث في قصص الأشباح. من غير الممكن الحديث عن بيت واحد، كلا، الأشباح تسكن في بيوت مختلفة في الوقت ذاته. ذات مرة، استيقظت في الليل، وفكرت ربما سألتقي بأحد ضيوفنا الأعزاء، الأشباح، لا شيء، فراغ هادئ، يصرخ في المكان" لكن لبرهة، قررت النوم. نمت بهدوء، وقلت لنفسي، لحسن الحظ، ان الأشباح لا تعرف أنني أقيم الليلة وحدي، ثم خطر على بالي، أن ذلك حدث، لأن ليس هناك نية من قبلي، بأن أجعلهم يعرفون. من الأفضل ألا يعرفوا ما يجري". قطعة رائعة، وكأنها قصة قصيرة جداً. رجل وحيد ينام في الليل وحده، تحيطه الأشباح.

في مقاطع أخرى، نلتقي بكورتازار المرح. انه يلعب بالكلمات بمتعة، ويقترب من "الفانتازيا الأدبية". فمثلاً كتب ذات مرة إلى أحد الطلاب: "الباحثون عن الحقائق الأدبية يشكلون مواقفهم دائماً من الموقف الخاطئ، الذي يدعي أن ليس هناك تأثير أدبي من دون سبب أو مصدر. ولا يعرفون ان ادعاءهم يفوق أي التباس، انه ببساطة تبسيط وحسب. أنا لا أستخدم أي مصدر اطلاقاً. على أية حال، عليهم أن يعرفوا، أن الأمر يحدث عندي بصورة معكوسة، وأن أكثر المصادر بعداً وتنوعاً هي التي تستغلني. إشارة من كوكتو مثلاً، ثور صغير، ينظر في الأفق. أو أحدهم، يصفر تحت نافذتي ويرسم متاهة في الأفق".

وعلى رغم النشاط السياسي لكورتازار، إلا أن رسائله حوت على القليل من التعليقات السياسية، في حالات استثنائية فقط. والطريف، انه ينظر حتى الى هذا النشاط بروح "بوهيمية"، تخلو من ضيق الأفق. فعندما يصف في إحدى رسائله التي كتبها عام 1959، الالتزام الأدبي، يبدأ بالحديث عن ثلاثة أنواع من الناس: "الأدعياء" الذين يؤمنون بأنفسهم فقط، وهم متشابهون في كل شيء، يؤمنون في الحقيقة بأنفسهم فقط" و"المتفائلون" الذين يأملون بسرية وهدوء دائماً مستسلمين لما يعتقدون بحتمية ما سيأتي وينسون الحياة" و"المُتَوَّجون"، الذين لا يسمحون لأنفسهم بأن تتأثر بالتعارضات، بالاختلافات، ويستخلصون الطمأنينة من الثقة بأنفسهم وبالعالم.

مع هذا التاريخ تبدأ يقظته السياسية، وفي أبعد تقدير، عام 1963عند زيارته الى كوبا بدعوة من فيدل كاسترو. هناك التقى كورتازار بشعب "المتوجين" (كما كتب في رسالة الى غارسيا ماركيز)، "الشعب السعيد، الذي لا يحمل كراهية للعدو، انهم مثل الأطفال. لو لم أكن بسن الـ 49، ولو لم أكن مولعاً بالعيش في باريس حد الموت، لما تمنيت لنفسي، أكثر من العيش هنا، ومصاحبة الثورة حتى النهاية". ولكن كورتازار لا يصنع الأوهام لنفسه، لأنه سيبعث بعد ذلك في العام 1968 رسالة "ليست للنشر مطلقاً" الى فيدل كاسترو، يطلب فيها "معلومات عن حال" الأديب الكوبي المعارض "أيربيرتو بادييا". إضافة إلى ذلك، لم يحجم في العام 1971، عن التوقيع على بيان نُشر في الجرائد، وقع عليه الكثير من المثقفين في العالم، ضد اعتقال بادييا. ولكن عندما يُطلب منه مرة أخرى التوقيع على بيان ثانٍ في وقت ليس بقصير بعد ذلك، يمتنع عن التوقيع، لأن ذلك بحسب قوله، "سيقود إلى سوء فهم"، كما أنه لا يعتبر موقفه انتهازياً.

في الرسائل، تتضح أيضاً علاقته مع الكاتب البيرواني، ماريو فارغاس يوسا. فالمراسلات بين الاثنين أخذت الحصة الكبيرة من الرسائل، كما أنهما تبادلا رسائل طويلة. ونقرأ كيف أن العمل الأول الذي كتبه فارغاس يوسا، حصل على مديح يفوق كل تصور، وبوقت قصير بعد ذلك، يروح كورتازار، يخاطب أولاد فارغاس يوسا، باسم "أولاد أخي". نقرأ أيضاً احتفاء الاثنين بالجوائز الأدبية التي حصلا عليها. وعندما يتعرض فارغاس يوسا للهجوم من جانب ماركيز وكارلوس فوينتيس، بسبب موقفه "اليميني" ونقده للديكتاتور كاسترو، يدافع كورتازار عنه بحماسة، ويكتب "آراء كورتازار المختلفة ضد كوبا، يمكن الاستفادة منها". ولكن عندما يتسلم فارغاس يوسا في النهاية تحرير مجلة كوبية معارضة تصدر في المنفى، يتغير كورتازار: "في شكل ما، وبما يتعلق بهذه القضية، ابتعد عنك كصديق وككاتب". ثم تلحق برسالة العتاب تلك، رسالتان فقط، وبمسافة زمنية قياسية: فقط رسالتان خلال الثلاث عشرة سنة الأخيرة: الأولى تحيات من الإجازة، والثانية تحوي على رجاء بتوقيع تضامني" الاثنتان كُتبتا أيضاً في شكل لطيف، وبلغة حيادية لا تقول شيئاً.

العلاقة مع فارغاس يوسا تبين في شكل نموذجي العلاقة التي جمعت كتاب أميركا اللاتينية "المتأوربين"، وتبين كيف أنهم يمكن أن يتحدوا ويختلفوا بتقويمهم حركات التحرر السياسية في أميركا اللاتينية. الرسائل الموجهة الى كتاب أميركا اللاتينية الآخرين، الذين صنعوا الشهرة الانفجارية "Boom"، للرواية الأميركية اللاتينية في العالم، يعنونها كورتازار غالباً بالاختصارات الحميمة للأسماء: "غابو" لغبريال غارسيا ماركيز، "الصقر الجارح" لكارلوس فوينتيس، أو "الثخين" لليزاما ليما. خلاصة القول: تحوي الرسائل معلومات ثرية عن تاريخ حيوي لأحد التيارات الأدبية في العالم، الذي أغنى الأدب العالمي، في شكل فريد، يصعب تكراره، النجاح الذي صاحبته انتصارات وانهيارات، آمال أو خيبات قارة كبيرة. للأسف، على أولئك الذين يقرأون باللغة العربية أن ينتظروا سنوات أخرى طويلة حتى يقرأوا هذه الرسائل "الثرية" مترجمة للعربية.

رسائل خوليو كورتازار في ثلاثة أجزاء إلى غبريال غارسيا ماركيز Quote
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رسائل خوليو كورتازار في ثلاثة أجزاء إلى غبريال غارسيا ماركيز
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محمد اكويندي :: التصنيف الأول :: دراسات أدبية-
انتقل الى: