محمد اكويندي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محمد اكويندي

مرحبا بكم في منتدى محمد اكويندي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 السرد العربي : قضايا وإشكالات سعيد يقطين (1)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بواسطة محمد محمد اكويندي




عدد الرسائل : 18
تاريخ التسجيل : 12/01/2007

السرد العربي : قضايا وإشكالات سعيد يقطين (1) Empty
مُساهمةموضوع: السرد العربي : قضايا وإشكالات سعيد يقطين (1)   السرد العربي : قضايا وإشكالات سعيد يقطين (1) Icon_minitimeالإثنين يناير 15, 2007 4:22 am


4 . تجديد الفكر الأدبي :
4 . 1 . يتعلق السؤال الثالث ب : كيف نتعامل معه ؟ إن هذا السؤال يرتبط بوثوق بالسؤال السابق ، ويشكل امتدادا له . إنه يبرر تلك العودة، ويحدد غاياتها ومراميها القريبة والبعيدة . إن سؤال الاهتمام بالموضوع ( السرد العربي ) يستدعي في الوقت نفسه تحديد أشكال التعامل معه ، وهو من ثمة يفرض علينا إشكالات جديدة .

4 . 2 . إن الجواب عن هذا السؤال يتولد بدوره عن التصورات التي تحددت لدينا في محاولتنا الجواب عن السؤال السابق . وإذا كان الوعي بالسرد يحثنا على تدقيق الموضوع وترهين أشكال من الممارسات التي تم إغفالها ، فإن التعامل الجديد مع الموضوع نفسه يدفع في اتجاه تجديد فكرنا الأدبي ، ووعينا النقدي . ولرب متسائل يتساءل ، وما علاقة تجديد الدرس الأدبي بالسرد العربي ؟ ونبادر بالإجابة عـن هذا الاعتراض بالتذكير بأن ترهين النظر في السرد سيغير نظرتنا إلى الأدب العربي بوجه عام . إن إدخالنا السرد إلى جانب الشعر في التصور ، سيدفع بنا بالضرورة إلى تجديد النظر في مجمل تصوراتنا التي تشكلت لدينا عن الأدب ، والتي ما تزال فارضة وجودها .

لقد تمت مع عصر النهضة إعادة النظر في آدابنا العربية تحت أمريات التحولات العميقة التي مست الوجود العربي ، وظهر مفهوم الأدب العربي ( والذي هو بالمناسبة مفهوم جديد ) . كما استدعت الضرورة ظهور تاريخ الآداب العربية ، وتحديد الفنون ، وتصنيف الأنواع . ويبدو لنا ذلك بجلاء مع أعمال جورجي زيدان ، والزيات وطه حسين ،،، هذا التجديد لم يتطور ، ولم يتغير منذ ذلك الحين . نتحدث إلى الآن عن الأدب كما عُرف في تلك الحقبة وما تلاها ، ونحدد الأنواع بالصور التي تحققت في تلك الأعمال .

عندما نعود الآن إلى تلك الاجتهادات سنجدها تضفي على الأدب العربي الصور التي تشكلت لديها عن الآداب الأجنبية . لنأخذ أي كتاب عن الفنون الأدبية أوعن التيارات والاتجاهات ، سنجده يذكر الرومانس، والتراجيديا، ويتحدث عن الرومانسية والواقعية ،،، وبصدد التأريخ للأدب العربي مايزال إلى الآن كتاب حنا فاخوري المرجع الأساس في تشكيل أي فكرة عامة عن الأدب العربي . ومعنى ذلك أن كل القضايا والإشكالات التي خيض فيها في عصر النهضة ما تزال مطروحة وبنفس الرؤيات التي قدمت منذ أزمان . إننا لم نجدد تعاملنا مع آدابنا رغم أنها تتجدد باطراد . وما حققته الرواية العربية من تطور خير دليل على ذلك.

4 . 3 . نقصد بتجديد فكرنا الأدبي إعادة النظر في كل ماانتهى إلينا قبل الوعي بالسرد بالصورة التي نحدد . وتبعا لذلك تصبح إشكالات القراءة ، و النظرية ، و المنهج تفرض نفسها علينا بإلحاح . كما أن الأسئلة الأولية تصبح تشكل حجر الزاوية في أي تفكير أو بحث في الأدب . من هذه الأسئلة نطرح : ماهو النص ؟ ماهي أجناس الأدب العربي ؟ وما هي الأنواع التي يتضمنها كل جنس ؟ كيف يمكننا التأريخ للأشكال الأدبية العـربية بطريقة جديدة ومغايرة ؟ ؟… وعندما نضع مثل هذه الأسئلة في صلب انشغالاتنا الأدبية ، فتلك البداية الفعلية لتفكيرنا الجديد في مختلف ما أنتج الإنسان العربي قديما أوحديثا . إن تجديد فكرنا الأدبي من خلال الأسئلة التي حاولنا طرحها ، يأتي استجابة لأمريات وعي جديد بالأدب العربي ، وقد جعلنا السرد العربي مكونا أساسيا من مكوناته البنيوية والضرورية بل والحيوية .

بهذه الاسئلة التي نرى أنها عميقة وضرورية ، يمكننا أن ندخل من بوابة السرد العربي لشموليته وخصوصيته ، وأن نقتحم قضايا خاصة تتصل بالنص من حيث تكونه وتشكله وتطوره وآفاقه . وننتقل من ثمة إلى قضايا عامة من طبيعة أخرى تتصل بأجناس أخرى ( مثل الشعر )، وبأي نص أنتجه العربي في تفاعله مع محيطه وعوالمه المختلفة . وهكذا نتبين أن إدخال هذا المفهوم الجديد ، وهذا التصور الجديد كفيل بإعادة النظر في كل إبداعنا ، وكل ثقافتنا ، ولا سيما عندما نسجل أن العديد من هذه النصوص ، والعديد من هذه الإنتاجات لم يتم الالتفات إليها أو التعامل معها لأسباب عديدة لا مجال للإفاضة فيها .

5. السرد العربي والسرديات :


5 . 1 . إن مختلف القضايا التي حاولنا طرحها إلى الآن تستدعي منا أولا وقبل كل شيء الوعي بضرورة البحث العلمي . ويبدو لي أنه بدون هذا الوعي لايمكننا أن نعـيد التفكير في السرد العربي ، ولا في مختلف ما يتصل به من إشكالات عامة وخاصة . تظهر الآن بين الفينة والأخرى دراسات عربية جديدة على صعيد المنهج للسرد العربي أو بعض تجلياته ، كما أن هناك مقالات تيبن عن الاهتمام ذاته . لكننا نلاحظ أن التجديد على الصـعيد المنهجي لايعني دائما تقديم مقترحات عملية للقراءة السردية الملائمة ما دامت لاتقطع جذريا مع التصورات التقليدية للأدب . صحيح هناك عوائق موضوعية وذاتية تحول دون التطور في إنجاز المطلوب والمبتغى . ولابد من العمل على تجاوز كل العوائق بالحوار والنقاش الضروري لتحقيق الغايات والمقاصد المتوخاة. وفي هذا النطاق أرى أن المفهوم الجديد الذي نتحدث عنه السرد العربي ما يزال مغيبا باعتباره مفهوما جامعا . ويكفي الانتباه إلى عناوين الكتب التي أومأت إليه أعلاه ليظهر لنا ذلك بجلاء .

إن الحديث ما يزال يتم عن النص التراثي و القصص العربي والموروث السردي ، بل وعن السرديات ؟ والمقصود بها الإبداع السردي ، وليس العلم أو الاختصاص الذي يهتم بالسرد . إنه ليس الاختلاف الـذي ينم عن رؤيات جديدة ، ولكنه الإطار الذي يبين أننا نتعامل بأدوات جديدة ، ولكن بتصورات تقليدية .

5 . 2 . نرى ، من جهتنا ، أنه لا يمكننا ان ندرس السرد العربي كما درسنا الشعر العربي ، سواء على صعيد الرؤية أو التصور . لابد لنا من عدة جديدة ، ومن تصور ومن منهاجية جديدة . وما يستجيب لهذا الأمر في تقديري يتأتى لنا بوضوح من خلال السرديات كاختصاص علمي يهتم بالسرد . لايعني ذلك أنني لاأرى ضرورة أو أهمية للنظريات السردية الأخرى في اقتحام مجال السرد العربي . إنني على العكس أدعو إلى ممارسة الخيار المنهاجي وحرية الأخذ بما يتناسب وأسئلة الباحث أو الدارس . وحين ألح على السرديات فإني أرى أنها الإطار الذي يمكنني من الإجابة عن الأسئلة التي أطرح .

5 . 3. تسمح لي السرديات كما أتمثلها ، وكما حاولت تجسيدها من خلال مختلف كتاباتي بممارسة :
5 . 3. 1 . الوصف العلمي الجزئي والدقيق ، والذي يتيح لنا إمكانية الوصول إلى معرفة تشكلات وتمظهرات السرد العربي المختلفة ، والوقوف على الخصائص والمميزات المتعددة ،،،
5 .3. 2 . التصنيف : لايقف الوصف العلمي على حدود الكشف عن السرد العربي وأهم تجلياته وخصائصه . إنه يفتح أمامنا آفاق ممارسة التصنيف ، حيث تفرض علينا مسألة الأجناس والأنواع نفسها بإلحاح . وذلك لإيماني بأن أهم التصورات المشكلة لدينا عن الأجناس الأدبية العربية ما نزال فيها نستعرض نتائج النظريات الغربية .

يتجاوز الوصف والتصنيف حدود معاينة الظاهرة السردية العربية في تجلياتها المتعددة وفي تنويعاتها إلى ملامستها في أفق تطورها التاريخي، وعلاقاتها بأنواع السرد الأخرى التي أنتجت خارج الفضاء العربي (البعد المقارن ) . ومن حسن الحظ أن الاهتمام بالسرد العربي جاء بعيدا عن التنصورات التقليدية للشعر ، وإلا كنا سنتحدث عن السرد الجاهلي والسرد العباسي ،،، وما شاكل هذا من التسميات التي صارت لصيقة بالشعر العربي . وصارت لها سلطة عليا وقاهرة ، وضد أي تجديد . وحين نتعامل مع السرد وفق هذا الأفق الجديد فإني أرى أنه سيدفعنا إلى إنجاز قراءات جديدة ، ليس فقط للتجليات السردية العربية المختلفة، ولكن لكل أشكال الإبداع العربي، بما فيها الشعر إذا ما أحسنا استثمار الجوانب المختلفة التي نحاول هنا ترتيبها ، سواء على مستوى الرؤية أو التصور أو المنهج …

5 . 4 . لايمكننا أن نتوقف فحسب عند حدود الجوانب الوصفية والتصنيفية ، أو التاريخية والمقارنة ، إذ لابد لنا من الاتصال بالأبعاد الدلالية والتأويلية المختلفة . ويسمح لنا هذا على الصعيد النظري بالانفتاح على علوم إنسانية أخـرى في معالجة السرد العربي ، وخاصة الأنثروبولوجيا التي تساعدنا على الكشف على العديد من الزاوايا المضمرة في البنيات الذهنية العربية ، وما شاكل هذا من العوالم التي ما تزال تستدعي منا البحث في مختلف ما يتميز به تاريخنا الحضاري والفكري ، والتي لم نقتحمها بعد بما يتلاءم وحاجياتنا المعرفية لكل يعتور المجال العربي بوجه عام وفي مختلف مستوياته ونواحيه .

6 . تركيب :


إننا باعتبارنا السرد العربي ، مفهوما جديدا ، نريد أن ننظر إليه كذلك بصفته موضوعا جديدا ، ولا يمكننا أن نشتغل به إلا بتصور جديد، ولمقاصد جديدة. إنه وهذه من بين إحدى أهم سماته ومميزاته ، بقدر ما يدفعنا دفعا إلى الماضي ، والتاريخ ، لإعادة النظر فيهما من منظور جديد ومغاير، يجعلنا ننفتح على العصر، وعلى حاضرنا ، ولا سيما عندما نتبين أن العديد من الإنتاجات والإبداعات العربية الحديثة والجديدة ، تعود إليه ، وتتفاعل معه بشتى أشكال التفاعل. إنها تحاوره حينا ، وتحاكيه أحيانا ، وتعارضه أحايين أخرى .

وهي في كل هذه الحالات تقدم لنا صورا إبداعية بقدر ماتمتح من الماضي تكشف لنا عن امتداداته في العصر الراهن للوشائج الوطيدة المتصلة بالزمان ، والوعي به من لدن الإنسان العربي حاليا ومستقبلا . ومعنى ذلك أننا ببحثنا في السرد العربي ، لاننعزل في الماضي كما يحلو للبعض أن يتوهم أو يتصور . إننا نتحرك في التاريخ ، وفي الحاضر ، أي بكلمة نعانق الزمان العربي في تشكلاته وتحولاته وصيروراته .

إن إدماج السرد العربي ضمن تصورنا للفن والأدب يجعلنا نتعامل مع واقع طالما أغفلناه . وحين ننتبه إليه الآن ، أو ندعو إلى التفكير فيه، فالمطلوب أن يكون ذلك حافزا لنا على التفكير والبحث بصور مغايرة لما انتهجناه دهورا وأزمانا . وإذا ما نجحنا عن طريق الاهتمام والوعي بالسرد العربي أن نعيد النظر في مختلف تصوراتنا ، قديمها وحـديثها ، ونقترح من ثمة طرائق جديدة للبحث والدراسة فذلك من أهم ما يمكن أن ندين به للسرد العربي : الديوان الذي بقينا نمارسه ، ولا نعترف به ، والذي جاء الآن ليتبلور ، ويتجدد مع أنواع سردية حديثة ، ولا سيما مع الرواية ، التي تنتزع صفة الديوان العربي الجديد ؟ ! …
تلك بعض السؤالات ، وما يتولد عنها من أسئلة . وتلك بعض الإشكالات التي حاولنا ترتيبها ، وتأطيرها ضمن هاجس عام يستولي علينا باستمرار ، ومؤداه أن تجديد وتطوير واقعنا يرتبط بوثوق ، بتجديد طرائق تفكيرنا فيه وفي مختلف ما يتصل به من إنتاجات أبدعها الإنسان العربي في تاريخه ، وجسد من خلالها مختلف تمثيلاته وتمثلاته ، وصعد من خلالها مطامحه وآماله .

هوامش :


(1) علي فؤاد حسنين : قصصنا الشعبي ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، 1947.
(2) . سليمان موسى : الأدب القصصي عند العرب ، دار الكاتب اللبناني، بيروت ، ط.8 ، 1983 .
(3). فدوى مالطي ـ دوجلاس : بناء النص التراثي ، دراسات في الأدب والتراجم ، دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد
(4) .عبد الله إبراهيم : السردية العربية ، بحث في البنية السردية للموروث الحكائي العربي ، المركز الثقافي العربي ، بيروت / الدارالبيضاء ، 1992 .
(5) .أحمد رجب النجار : التراث القصصي في الأدب العربي (مقاربات سوسيو ـ سردية ) ، منشورات ذات السلاسل ، الكويت ، 1995 .
(6) . محسن جاسم الموسوي : سرديات العصر العربي الإسلامي الوسيط، المركز الثقافي العربي ، بيروت / الدار البيضاء ، 1997.
(7) . سعيد يقطين : الكلام والخبر : مقدمة للسرد العربي ، المركز الثقافي العربي ، بيروت / الدار البيضاء ، 1997.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السرد العربي : قضايا وإشكالات سعيد يقطين (1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محمد اكويندي :: التصنيف الأول :: دراسات أدبية-
انتقل الى: