محمد اكويندي Admin
عدد الرسائل : 164 تاريخ التسجيل : 22/12/2006
| موضوع: المزواة الجمعة ديسمبر 22, 2006 12:52 pm | |
| المزواة حلت مثل غسق صيفيّ بطيء, من وراء نظارتيها تبرق عينان سوداويتان واسعتان جامد تان, كأنهما لسمكة ميتة , غار عنهما ماء البحر. في الوقت الذي كنت أصغي فيه إلى الرجل الجالس إ زائي, و هو يهاتف صديقه :"إلحق بي إنني بالمقصورة ما قبل الأخيرة". في حركة بطيئة و خجولة حشرت ساقها بين رجلي الممدودتين. قبالتي كانت تجلس . لأن جار سفرنا كان يحجز المقعد الرابع لصديقه, الذي تمنيت في قرارة نفسي ألا يلتحق به, لا لشيء إلا أن يبقى وضعنا ثلاثيا يشكل خطوط التلاقي كمثلث , أو زاوية للتعاطف ,الذي صنعته اللحظة: امرأة عيناء, و رجل يترقب أنيسه, و أنا..أنا.. المحموم بحرارة... لك أن تد رك حرارة جسدها المحموم المشتعل بجذ وة الأنوثة المتقدة ها هي تسري , وتلهب ذ كرياتي..كلما مدت جيد ها الطويل يبرز الصدر و يظهرالثدي ذو البرعم المحمر مسحت عينيها الباسمتين لتسكب مزيدا من الوقت , حتى تأكل عيناي هذه الفاكهة الناضجة في تلذ ذ و تأن.. تحس ذلك فتتورد خدّاها خجلا.. ها أنت أمام‹ الفتنة: جسد. بياض. خريطة. إغواء. تهفو للملامسة. تقدم وأيقظها›, أيها المح....م...و....م. بحرارة الجسد. انسكاب التدفق المرح للجسد الفاتن فوق مقعد المقصورة , يطغي على موسيقى الهاتف النقال((فاتت جنبنا)) لكن الخطوط التفاعلية تبقى إياها مهما ألح الهاتف من الطرف الأخر .. و كأنه بهذا الإلحاح يود تد مير ماكونته مخيلتي من الخطوط , أو الأبعاد التفاعلية كخلفية صامتة لا تظهر جوهر العلاقات بيننا فحسب ,بل استعملها عن قصد و تصميم لأحدث العلاقة التي أرغب فيها حتى أجعلها ألفة فمن أحب – طبعا- وكذلك الزاوية المرغوب فيها عند الإنصراف, كأني بها تقرأ أفكاري , و لإحباط كل هذا التخطيط جعلت فتحتي فستانها تكشف عن فخد مكتنز, يشع بياضا كـأنه فلقة بد ر تنأى بنفسها بعيدا عن غيوم سوداء, هو سلاح لإرباك مخططي, فهي تنسى الآن, أنها في وضع تفاوضي معي وجها لوجه, نشكل ضلعا قائما, و وضع مجالسنا الضلع المنبسط , و عليه يكون رسمنا زاوية قائمة . حتى وضع جلستها يحاكي هذه الزاوية , كأنها تود استقبالي بالقدمين بدل اليدين ربما … ما كنت أخشاه حقا التحاق صديق مجالسنا .. منذ صعوده بالمحطة(.....) و هو يشغل مقعدين لوحده واضعا رجليه أماما فوق المقعد الشاغر. أحيانا ما أصل إلى إقناع نفسي بأن البلاهة تسمى(زاوية قائمة) و إن أصر الرياضيون الأوائل بأنها(قناع), و أحيانا أخرى أنساق مع الفلكيين الذين ينعتونها ببرج السنبلة حيث الشهوة على أتمها في الغسق الذي يستطيع فيه الذكر أن يأكل الأنثى .. أحمر وجه المرأة و أشاحت بوجهها في اضطراب , كأنما آترث أن تهرب من هذا المأزق الحرج. في خفة أخفت برعم ثديها, و حدجتني بعينيها, و كدت أبوح لها بأن لذة الجسد هي أصل كل سعادة و تفكير حكيم, و ان أفكاري كلها قد جد لها خيط واحد ألا و هو الجسد. أطل بكابه الطويل , ثقب تذاكر سفرنا الثلاث, مخلفا وراءه صرير باب المقصورة, كأنه بهذا أفسد اللعبة , و أشعرنا بإيقاع القطار المتباطئ و اهتزاز عرباته , لملمت المرأة أذيال فستانها , مدت يداها واقفة لسحب حقيبتها الجلدية. في الوقت الذي همت لجذب باب المقصورة , كأن شاب من الخارج يساعدها على ذلك( و به) تكون زاوية جلوسنا قد غيرت رسمها, انصراف المرأة فدخول الشاب ،وشغله المقعد المحجوز .... لتوّه استيقظ رفيق سفرنا من غفوته باحثا عن فردة نعليه . استأنف القطار سيره , و بدأت الهدهدة تستحوذ عليّ و تستدرجني إلى تلك الخطوط , لأجد نفسي نقطة في الطرف بدل كوني نقطة ارتكاز .... بفضول زائد ,أزاح الشاب ستارة النافذة , و ظهرت أنوار المدينة وسط الظلمة الحالكة خطا مستقيما, ومرسوما بآلاف النقط , المضاءة مع إنعطافة القطار سطع ضوء ساعة برج محطة الوصول التي , رسمت عقاربها زاوية ا لمغاد رة. -محمد اكويندي- نشرت بمجلة فكر ونقد عدد أكتوبر 2006 | |
|