محمد اكويندي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محمد اكويندي

مرحبا بكم في منتدى محمد اكويندي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المُعْجَم سليم بركات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بواسطة محمد محمد اكويندي




عدد الرسائل : 18
تاريخ التسجيل : 12/01/2007

المُعْجَم    سليم بركات Empty
مُساهمةموضوع: المُعْجَم سليم بركات   المُعْجَم    سليم بركات Icon_minitimeالجمعة يناير 12, 2007 3:55 pm



المُعْجَم

سليم بركات
(سوريا/ السويد)

أَلاَ لا ينطليَنْ عليك الزفيرُ الخافتُ للآلهة، والشهيقُ الخافتُ للآلهات: هُمْ مأزقُ الكمال في سخائه المُرْتَجَلِ. هُمْ مأزقُ الخير. همْ مأزقُ السماءِ المُحْتَجَزَةِ في عقلِ النَّدم.

خيرٌ نَدَمٌ كلُّ هذا.

خيرٌ يستعرضُ الكمالَ مأزقاً مأزقاً في مرآتكَ. مأزقاً مأزقاً أعِدْهُ، في مرآتكَ، إليه، أيها الشرُّ.
وأنا، متأدِّباً بإرثك إرثِ التدبير اللامُحْتَسَبِ، لأعبثنَّ بالخير عبثَ الرمل بالريح، ولأُشْغِلَنَّ دهاقنتَهُ بالسماءِ الدُّولِ وأرضها الهيولى. أَمَا أراني اُخَلِّعُ أوتادَ القِدَم في فِنَاء القِدَم فتنهار خيامُ الغيب؟ بلى. ثأرُ اللونِ ثأرُ قلبي منِّي مُذْ أعرْتُ الحقائقَ قفزةَ البهلوان من أسوار الله إلى هاوية اليقين، ورَدَدْتُ إلى الخير الأعمى عكَّازَه عكازَ العابر بِغراسِ القَتْل إلى الحدائق؛ مُذْ لقَّنْتُ الجحيم مشافهةَ النار وجدالَ الخوف. بترفِ اليأس، لا بغيره، أُعيدُ نَفْسي أملاً في الوجود المَنْسيِّ، المُرَمِّمِ زخارفَ الرعد؛ الوجودِ العِصيان؛ الدلاَّل في أسواق المُشْكِل. وجودٌ عَرَقٌ يقطرُ من صدغيْك، أيها الشرُّ، في إحصائكَ آثامَ الخير موزَّعةً على جيرانِ الآلهة. وجودٌ عَرَقٌ يقطرُ من صدغيَّ وأنا أكلِّم جيرانَ الآلهة، مُحتدِماً، كأنما أثاروا طيوري طيورَ الرَّائي في أقفاصها النورانية، وأفزعوا الكونَ النَّابتَ توَّاً في الأحواضِ لصقَ الكزبرةِ والثومِ راويةِ الترابِ الماجن. جفِّفْ صدغيك مثلي، أيها الشرُّ، بمنديل الإثم الأزليِّ، الذي سقط من الله في خمائر الصِّور. فَلْنُعِدِ الصِّورَ إليه؛ فَلْنُعِدْ إليه هباتِ خيالِهِ خيالِ الإثْمِ؛ فَلْنُعِدْ إليه المنديلَ ممزَّقاً في عبوره من الأيدي إلى الأيدي، معتذريْنِ إلى الفَنَاءِ كيف أَهنَّأه بمديح الخلود المتسكِّع في أزقَّةِ الخسارات: (أيها الفَنَاءُ الجريحُ، يا المُعذَّبُ كالحدائق. يا النُّخالةُ متناثرةً حول أجرانِ الرجاءِ، أطْبِقْ يدك على خصية الغيب نسمعِ الغيبَ منتحِباً يعترفُ بأبوَّةِ التيه). فلنُعِدْ إلى الله خاتمَ الكمالِ ذي الشقيقاتِ النَّدَّابات، أيها الشر.

عريقٌ فوزيَ بك، لا تخفْ:

غدرٌ كمالٌ يفصِّلُ المواثيقَ للخير بمقصَّاتِ الباطن. وأنا، بمقصِّ المُمْكن الطرَّاز، أشقُّ سراويلَ الخير، وأقطع أزرارَ قمصانه في المتاه الجليد.

ثيابٌ تُرمى،
حقائبُ غيبٍ؛

أحذيةٌ من رمادِ الملائك تُرمى من النوافذ إلى المتاهِ الجليدِ: (أيها الجليد، يا شقيقَ المعاني المتكوِّمة على نَفْسها في البياض الطعين، خُذْ أزرارَ قميصي، وحزامي. جيوبيَ ملآى بمداعباتِ الحقائق للحقائق؛ بالمعلومِ الأبديِّ؛ بقهقهات النفائس، وحشرجة الرقمِ المُحْتَضِر بين يديِّ الرقم. هَيْكَ، أَسْمِعْني أنينَ أَمَلك. أعطني التوابلَ الخشنةَ والملحَ الخشنَ، لأتدبَّرَ للنهاية ثريدَ العظامِ الدَّسِمَ، وأتدبَّرَ نَفْسي مطهوَّةً في آجُرَّةِ الوعدِ الخالد). سماءٌ طهوٌ. محاكاةٌ طهوٌ. مجادلاتٌ من أنفاس المذهوليْنَ مطهوَّةٌ بقلقِ الغارِ والقافُلَّةِ. لن أنتظر القِدْرَ أن ينضجَ أَرَقُ الله فيها. سآخذ الأَرقَ إليه مقطَّراً من خمائر الفاكهة الذابلة، أيها الشرُّ. وبالوعولِ الثمانيةِ أولاءِ الوعولِ الخزفية سأدخل النقشَ الخزفيَّ على أعمدة العلوم كلِّها، متضرِّعاً إلى اللون شقيقي: (أيها اللونُ، يا ابنَ الأُمَّهات التِّسع يفرمْنَ البصلَ على شُرفة القِدَم، لا تخبئ عني أختامَ العائلة، ورسومَ أرواحها. أَرِني الليلَ في ثياب أُختك. أرِني الخزانةَ، التي أضعْتُ فيها بين الحُليِّ الحديدِ للخلاصِ الحديدِ مُدُني الصغيرةَ. تتذكَّرُ شقيقي أيها اللونُ كم أطعمتُ طفولتَك رقائقَ السِّرِّ ممرَّغةً في طحين الذُّرة، وسَردتُ عليك، كلَّ مساءٍ، حكايةَ قلبي ذاتَها حكايةَ المفقوديْنَ تُروى للمفقوديْنَ.

كنتَ اللونَ مُذْ أَقْسَمَتِ الطبائعُ بي أن تكونَ شقيقيَ اللونَ؛ مُذْ أَقْسمتُ قَسَمَ الوحدةِ أنك ابْنُ أمَّهاتي التسع يفرمْنَ الوجودَ بصلةً بصلةً لعشاءِ أبي العائد من حراثةِ السماءِ. جُنَّ الحُذَّاقُ. جُنَّ أنت أيضاً في عبورك بهم الجسرَ. سأبري الأقلامَ كلَّها بمبراتك التي حفظتُها في خزانة الأنين. لن أدوِّن شيئاً. سأبري الأقلامَ، ثانيةً، بمبراتي. سأقضمُها بأسنان السطور المُنصرفةِ، بعد التدوين، إلى شؤونها. لن أُبقي قَلَماً. سأبريها بَرْياً تلو الآخر حتى يختبل الرصاصُ في غلافه الخشبيِّ، ويتهتَّكَ. مُدُني صغيرةٌ، شقيقي أيها اللون. ما الذي حفظْتَهُ في خزانتك لي غيرَ الكتاب المُمزَّق في صفحته العاشرة؟ شك درَّاقٌ يَغْلِبُ مزاجيَ المتقلِّبَ كرهانِ الفاكهة على خسارة التوت. خبّئْ ما تشاءُ. لن أكشف للموت انتقامَك المُعْلَنَ من الموت، أيها اللون).

سأنتظر
القِدْرَ
أن
ينضج
فيها
أَرَقُ اللهِ.

أين الطهاةُ، أيها الشرُّ؟ عَجِّلْ بي. هاتِ الدَّارصينيَّ وأَلْسنةَ الضأن مقشَّرةً بعد السَّلْق. هاتِ زيتَ الزيتونِ النَغِلِ، وتوابلَ العَدَمِ القوية. هاتِ المقلاة التي احترقَ حديدُها سَبْعاً من سهو الله عن النار. هاتِ مشيئةَ المعاني المؤدَّبةِ بآداب النار. هاتِ العبثَ مُدَخَّناً بالممكنات المُدخَّنة، أبداً، في أفران السحيق السحيق. هاتِ النهايةَ مُمَزَّقةً في عرباتها السائرة على عجلاتٍ طينٍ.

صوابٌ وقتٌ.
خطأٌ مكانٌ.
صوابٌ مكانٌ.
خطأٌ وقتٌ.

إنها المسألةُ مستعصيةً على البهاءِ علاَّفِ البغْل. مستعصيةٌ رطانةُ النُّور على الظلال المدرَّبة على فصاحتها. والسنجابُ الأخيرُ يفاتحُ الشجرَ بالمسألة المستعصية على الغابة:
ثرثراتيَ هذه، أيها الشرُّ، مُذْ تذوَّقْتُ القُبَلَ جريحةً بلساني، وبكيتُ الأُفقَ بكائيَ في كلِّ ريحٍ. مُذْ رأيتُ أُختَ الماءِ، العارفةَ بشؤون الحصى، أَبعَدَتْ وصيفَتَها لتخلوَ إلى غَرَقِ الغرقى. نادِ معي الغرقى، أيها الشرُّ: (صنِّفوا الموتَ فكاهةً فكاهةً. صنِّفوا العبثَ فكاهةً فكاهةً. صنِّفوا المواثيقَ فكاهةً فكاهةً. صنِّفوا رسومَ الليلِ على رخام الرسوم، والمجاهلَ، والرقمَ الخالِدَ فكاهةً فكاهةً. صنِّفوا المعلومَ فكاهةً فكاهةً. صنِّفوا الخسارةَ فكاهةً فكاهةً. صنِّفوا أثرَ المرئيِّ في وَحْلِ اللامرئيِّ فكاهةً فكاهةً. صنِّفوا انتقامَ الينابيع، وطِلاءَ النهارِ المتقشِّرَ عن البوابات فكاهةً فكاهةً. صنِّفوا أَخواتِ القَلَق، الأكبادَ المُمزَّقةَ، الريحانَ الممزَّق في النوافذ، هَزَلَ اليقطين، فكاهةً فكاهةً. صنَّفوا نشيجَ الماوردِ، الحديدَ الواشي، مروقَ الأقلام على الأقلام، القرابينَ المجفَّفَةَ كالتين، خذلانَ الحجر للحجر إذا استغاثَ، الرمادَ المُمتنَّ لجلالِ رفْعَتِهِ، الفراغَ... صنِّفوها فكاهةً فكاهةً. صنِّفوا الوَعْدَ،

النسيانَ،
الصِّورَ،
هرطقةَ الظلالِ،
الغزلانَ في النشيد المنسيِّ، الهدنةَ تلكَ،
الشفاعاتِ دعاميصَ البِرْكة الأزليةِ،
زهرَ الميموزا المُخْتَتِنَ،
حشْفةَ الحريق وبظرَ أُختهِ؛
صنِّفوا صمغَ السَّنْدَروسِ، وكبريتَ الملوك المحموميْنَ، فكاهةً فكاهةً، أيها الغرقى).
رِطْلُ نبوَّةٍ مجروشاً.
ثلاثون دانِقاً من نحنحاتِ الرَّهْطِ الصامت آباءِ الحجر.
إرْدَب نُشَارةً.
أُقَّتَانِ من أثرِ الفهد في حيرته.
وَسْقٌ من رماد الغد.
قِسْطانِ نَحيبْاً.
قَفيْزٌ واحدٌ طافحٌ بعلومٍ تتفصَّد عَرَقاً.
مُدٌّ من السَّيْكرانِ:

هذه خمائرُ الرغيف ناضجاً في تنُّورنا، أيها الشر.

سماءٌ سِفَاحٌ، ناضجةٌ أيضاً، فوق صَفَنِكَ. أرِنيْها السماءَ السِّفَاحَ خيلتَكَ المهجورةَ أيها الشرُّ. أرِنيْها مهزولةً في قناع الأرضِ السِّفاحِ. أَهِلِ الترابَ على السماءِ بالرَّفْشِ في حُفرتها حُفرةِ السطورِ المُمزَّقةِ في الكتاب المُمزَّق فوق سريري. ادْفنْها سَبْعاً في المجاهل السبعة. انْبشْها سَبْعاً من المجاهل السبعةِ عمياءَ تتفقَّأُ نجومُها الدَّماملُ. انثُرْها غباراً على ثمرِ العَرْفج الخشن في السهول المُحتضِرةِ سهولِ الأشباح مُصغيْنَ، في انكسارٍ، إلى الزيزانِ.

سماااا
ااا
ااءٌ؛

أَعرفْتَها السماءَ السمادَ في أكياس الخير؟ وفيرٌ بَقُولُ الأعالي في حقل الخير مُغْتَذِياً بالسماءِ السمادِ. وفيرٌ حليبُ المُعْضلةِ بقرةِ العَماءِ: ضروعٌ فراسخُ ملآى في الفراغِ اليقين. قَرِّبْ فمَ الخير من الضروعِ الفراسخِ. لَقِّمْهُ الحَلَمَةَ الخوفَ في الضَّرْعِ الأول؛ الحَلَمةَ الغَدْرَ في الضَّرع الثاني؛ الَحَلَمةَ الأَرَقَ في الضَّرع الثالث؛ الحلمةَ الترابَ سيدةَ حَلَماتِ الأفلاكِ الإماءِ. لَقِّم الخيرَ كبدَ الضَّبِّ. رقِّقْهُ بمطرقة الفجر على سندان الظهيرة. اعْجنْهُ بالسَّميْدِ وباللَّبن. جفِّفْهُ لشتاءِ الغرقى في رياح السهولِ المُحتضِرة سهولِ الأشباح مُصغيْنَ، بسَمَعِ الجروحِ، إلى الزيزان.

لا أقدارَ، أيها الشرُّ:
زيزانٌ.
كهوفٌ أَفلاكٌ.
مضائقُ.
أصداءُ مشاجراتٍ بين الحَسَبَةِ يُقَسِّمون الليلَ كُسوراً على أرقامِ المضائق.
ظلالٌ تقضم الجبلَ.
كرومٌ تستعير من الصَّبار قَلَقَ الصيف على الحرائق.
معاركُ قُبَّراتٌ.
عَقْلٌ نَقْشٌ على جدران الحلبات يتأوَّلُهُ الآدميُّ تأويلَ اللهِ آدميَّهُ العقلَ النَّقْشَ على الخلاء المهجور.
لا أقدارَ، أيها الشرُّ:
أَعيادٌ إِنكارٌ.
شفاعاتٌ كالدببةِ تترك آثارها على ثلوج المحروميْن.
شجرٌ يلقِّنُ الشجرَ أدوارَ التائهِ في المكانِ:

(أيها المكانُ المشدوهُ، الأخرسُ، المتعثِّر بالجثث، الأعمى، المثقوب كجيبٍ مثقوبٍ؛ أيها العَجُولُ في الرَّسْم بأقلام الخمائرِ، المرتعدُ في الرؤيا المرتعدةِ، الحلاَّقُ ذو المقصِّ المسكورِ، الرطانةُ من فم المعلوم الحائرِ، الكَلَبُ، البُهاقُ على جِلْدِ العانس، الرَّمَدُ، المِبراةُ، النَّسَقُ المتأَفِّفُ، الرذاذُ؛ أيها المكانُ الزيتُ المحترقُ في مِقلاة الأَحوال، الجِلْدُ مجفَّفاً قبل دِباغتِهِ، الجِعَةُ المهرقةُ من قوارير المراثي، الصِّمغُ؛ يا المكانُ الذي يُقْضَم كالأظافر نَدَماً، أَلَمُك ساخرٌ. ساخرةٌ خرائبُك. عذابُك فَحْلٌ مَرِحٌ. تبذِّرُك الحقيقةُ المضحكةُ دراهمَ مضحكةً في أسواقِ النبوَّات).

لاأقدارَ أيها الشرُّ.

* مجزوء من قصيدة طويلة بالعنوان ذاته، نُشر بعضها في (الكرمل)، الفصلية، وبعضها الآخر في (ملحق النهار).
السفير- بيروت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المُعْجَم سليم بركات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محمد اكويندي :: مختارات-
انتقل الى: