محمد اكويندي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محمد اكويندي

مرحبا بكم في منتدى محمد اكويندي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كلماتي قاصرة.. وأنت أبهى!! يحيي القيسي (الأردن)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بواسطة محمد محمد اكويندي




عدد الرسائل : 18
تاريخ التسجيل : 12/01/2007

كلماتي قاصرة.. وأنت أبهى!! يحيي القيسي  (الأردن) Empty
مُساهمةموضوع: كلماتي قاصرة.. وأنت أبهى!! يحيي القيسي (الأردن)   كلماتي قاصرة.. وأنت أبهى!! يحيي القيسي  (الأردن) Icon_minitimeالجمعة يناير 12, 2007 8:32 am

كلماتي قاصرة.. وأنت أبهى!!



يحيي القيسي
(الأردن)

فاقتربي الآن كي اقطر في سمعك المتلهف سري الأعظم، فما عدت أطيق السكوت!!
فقط كلمة واحدة أطلقها مثل حمامة كي تطير إليك، فتلقفيها ان شئت بالحنو والحبور.. أو فاذبحيها بسيف الجفوة والصدود!!
أعوذ بك من كل هذه الروعة.. والتجئ إليك لتنقذيني من شعب التيه والخبل فلكأني الساعة سواي!!
وليس لي إلا ان أتشرب بنظراتي التي زالت عنها الحجب والغشاوات وجهك النوراني وهو يفيض بالمهابة والغبطة، وحلل الفتنة والغموض!!
طمأنينتك هائلة.. وقلقي عظيم!!
العلامات كلها تدل علي، وأينما وليت وجهك فليس ثمة إلاي!!
فتعالي إذن ولا تذهبي بعيدا فيأخذك السراب!!
ادري بأنك كنت تأتين إلي مصفدة بكل الرقباء: الأب، و الأم، والاخوة، والقبيلة، والعقل والتاريخ.. وما يوحي إليك عن الحلال والحرام والعيب والمثل والقيل والقال والشرف التليد الذي ينبغي ان يسلم من الأذى!!
الحق أقول لك: تعالي وحيدة ان استطعت دون هؤلاء.. اخلعيهم واحدا واحدا قبل ان تلجي عتباتي، فما أريد إلاك حرة خفيفة الأحمال، أنت فقط، فها انذا اللحظة اقف قدامك وحيدا متمردا وخالصا لك من دون العالمين.
أسميك وردة الليل وأنت نديمتي في وكرنا العتيد، وانظر وقد تفتحت أوراقك وتضوع اريجك، وما نلتقي إلا في ظلمة الليل، يسترنا من نظرات العوام المتشككة وتساؤلات البشر الجوف!!
تتكلمين فأنصت.. ينشال صوتك فيّ فأتشربه بلذة عجيبة، واغفر لك تقلب طقسك ما بين الضحك المجلجل، والوجوم القاهر!!
اعرف كم أنت مطحونة من التجارب، وتعرفين كم أنا مثخن بالخيانات، لكن ما بيننا مختلف، غريب، وعميق، ما له أول ولا آخر، وما أظنه ابتدأ قبل اشهر معدودة بل منذ الأزل!!
كأن المسافات ما بيننا خدعة والأمكنة هباء، وما انظر إليك للتو إلا كما انظر نفسي في المرآة، ألم تقولي بان التجلي علي قدر المحبة!!
اذكري الآن معي:
يوم كنا نكهرب الجو بالنقاشات وتبادل الرؤى والأفكار، لا نكاد نترك صغيرة ولا كبيرة إلا ونفلسفها ونجد من أمرها مخرجا، وكنا كما لو جمعنا العالم بين أصابعنا نلهو به كما نشاء، نقلب التاريخ علي عصوره، ونغربل الحقب، وما شابها من الزيف والحقيقة، وإذ يتشبع دمنا بالشراب الرائق تزداد الثرثرة، فنسخر من الوجود والعدم، والحق والباطل، والماضي والحاضر، ويكون أيضا ان نتنافذ إلى سير الأجداد وحيواتهم الخرافية ورغباتهم الجامحة!!
احتار من اندفاعك وجرأتك علي الكلام في كل شيء عدا ما يخصنا نحن معا، لكأن الأمر مسكوت عنه، ما لا ينقال!!
الكلمات خاوية مثل صغير فارغ لا تقدر ان تحيط بكل جنوننا، وها نحن نميل إلى الخروج وقد قارب الليل علي الانتصاف، وشوارع عمان خالية إلا من القطط السائبة وجسدين ممغنطين برأسين اثقلهما الشراب والتنظير!
فجأة تتعالى ضحكتك، وأنت تذكرينني بصور الحب النمطية التي تضخها لنا المسلسلات والأفلام والقصص، تنقلين لي بحركاتك الساخرة المتطوحة صورا بعينها لعاشقين يلتقيان في مقهى لاول مرة وقسماتهما تطفح بالسذاجة!!
أتخيل معك ذلك فأكاد انقلب علي ظهري وسط الشارع من القهقهة، وتصرحين حينها بأنك طلقت الحب وهمومه إلى غير رجعة، و أوافقك معلقا بقسوة بأن العلم الحديث قد اكتشف بأن الحب ما هو إلا تفاعلات كيميائية تجري في دماغ المحبين، وسرعان ما ينتهي كل شيء ويعود كل واحد منهما إلى عاديته وضجره..!!
وتقولين متحمسة: عظيم فما للقلب من وظيفة يا صديقي غير ضخ الدماء.. يكفينا كذبا وعويلا.. ألم تر إلى ذلك النفر من المطربين وهم يتأوهون ليل نهار: قلبي.. قلبي!!
واصرخ فرحا كمن اكتشف شيئا خطيرا: وجه القمر أيضا ليس كوجه المرأة الجميلة.. وجهه صخور وأخاديد قاحلة، فلماذا يغنون له ويمجدونه في الأعالي؟
وهكذا ما ان نصل آخر الشارع حتى نكون قد أطلقنا علي الحب رصاصة الرحمة، ونحتفي بطقوسنا العبثية بإعلان موته!!
وكما يحدث عادة في الأفلام يا صديقتي تمطر السماء رذاذا هينا فتركضين مثل امرأة بدائية، و أصيح بك بكل طاقاتي المغيبة: مجنونة.. تواصلين الضحك فأقترب منك وقد شعرت حينها بزلزلة تهز كياني وصار العرق يتفصد من مساماتي، ويتسارع قلبي في نبضاته، فتنظرين إلي مستغربة تقلب حالي، وتقولين لي وضحكاتك ما تزال ترن: ما بك.. مريض.. أو عاشق مثلا؟
فأرد: متلعثما وقد أخذتني علي حين غفلة: لست ادري أظن بأني.. أرجوك توقفي قليلا عن الشيطنة ولو هذه المرة فقط.. بصراحة اعتقد بأنني.. احبك..!!
تضج ضحكتك موقظة الليل النائم، وتردين خالطة الهزل بالجدّ: يا سلام.. رومانسية هائلة.. تظن وتعتقد.. ثم ألم نتفق بان هذه الكلمة قد أصبحت مملة.. مستهلكة!!
أكاد اجن، واحتار من سخرية الرد أو جديته، فأمد يدي بعفوية كي تحتضن يديك، فتنتفضين مثل الملسوعة، ويحضر كل الرقباء الذين تحملينهم فوق عاتقك، وتتراجعين إلى الخلف وقد عدت إلى الثرثرة، فلكل فعل زمانه ومكانه الذي يليق به.
ابتعد متوجسا وقد صدمتني الحالة. اصمت فتصمتين، ويتشمع الجو كله حينها بأوكسيد النكد، فلا يبقي إلا ان نودع بعضنا وأذ تغادرين أظل أتقلب بنار الانتظار ذات اليمين وذات الشمال مستعيدا كل اللحظات التي قضيناها معا حتى يتبين شعاع الشمس من غبش الفجر فأنام!!
ها انذا الآن في حضرتك من جديد، ووجهك يطل علي بفيوضاته السحرية واشراقاته المطمئنة، وما جئت، إلا لاقول لك وأنا اذهب بهزلك إلى مقابره:
لتذهب كل الكتب، والأفلام، والأغاني، وسذاجات المحبين، والرقباء، والنقاشات، والأحلام، وما يجوز وما لا يجوز، والشيطنة، والضحك المجلجل، والمطر، إلى الجحيم!!
ويا وردة الليل.. يا صديقتي المجنونة. جئت لكي أقول لك بلا خوف ولا جزع: فقط.. احـ... بـ.. ك...!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كلماتي قاصرة.. وأنت أبهى!! يحيي القيسي (الأردن)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محمد اكويندي :: مختارات-
انتقل الى: