ظل يلازمني..
بدت كأنها سلم لخطواتي
الدرجات المؤدية إلى جوف الحافلة.
في آخر الدرجات
الرجل الذي كان يشيعني سلامة وقت السفر
كان يرتدي قميصا حريريا أزرق.. أزرق سرواله الجينز كذلك , تعتمر رأسه قبعة رمادية
هما, نفس ملابسي ذاك السفر
فبدا , كأن روحا واحدة توزعت بيننا .
وقتئذ.. وقتئذ تقدمت خطوات داخل جوف الحافلة ,حين احتل جسدي الوافر باللحم المقعد الجلدي الأحمر ..المقعد الذي يحمل
رقم -11- صرخت مندهشا يا لسخرية القدر ( رقمان نظيران ) تنحنحت عنوة لأشعر المرأة التي تجلس إزائي ,بوجودي ,إلا أنها تشاغلت عني بتنقية تفاحتها. كانت كلما رشق رأس سكينها جسد التفاحة الهش, تبتسم لنفسها
فبدا الأمر كأنها ترشق ذاكرتها, التي تذكرها بشيء ما يضحكها, أو ربما, بقصة الرجلين اللذين تخلف الواحد منهما عن الآخر وقت السفر
لكن, هيهات أن تكون لاحظت ذلك, وحده مساعد السائق فطن أن شيئا ما, ليس على ما يرام ,عد رؤوس المسافرين والمقاعد والتذاكر, لأكثر من مرة , أصر على نفسه: لازالت تذكرة .
فجأة, سمع: أغلق الباب فتوكل... ما أن أدار دفة الباب, حتى انفرج باب ذاكرته في اتساع حجم مسافر
يرتدي قميصا حريريا ازرق.. ازرق سرواله الجينز كذلك , تعتمر رأسه قبعة رمادية
هما, نفس ملابسي ذاك السفر.
بدا, كأنها قاسم مشترك بيني وبينه ,أو كأني هو فيها , أو هو أنا, وربما حدثته عن الرقم الواحد الذي انصرم منه نظيره,فيحدثني عن الرجل الذي يهمس برفق , ويشير إشارات محتدمة, يرسم بذراعه أقواسا في الفراغ , وبكامل جسده يتهاوى مجهدا فوق المقعد الجلدي الأحمر .. المقعد الذي يحمل رقم -11-
فجأة ,صرخنا- معا – كأننا جوف واحد (يا لسخرية القدر رقمان مثيلان) لذت بالصمت ,وصمت بدوره, لحظة همس إلي بوقار باد : عندما تتوقف الحافلة في المحطة الأخيرة
ا
ه
ب
ط
م
ع
ك.
كان هندام الرجل التذكرة أنيقا ومتناسقا ينم عن مسافر, فبرز في جوف الحافلة, فظهرت أنا بما ترى.
ثم ,جمعتنا المشاكلة على الرؤيا , وفرقنا الاختلاف أثناء السفر.
محمد اكو يندي