محمد اكويندي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محمد اكويندي

مرحبا بكم في منتدى محمد اكويندي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 "الشرف "محمد اكويندي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد اكويندي
Admin
محمد اكويندي


عدد الرسائل : 164
تاريخ التسجيل : 22/12/2006

"الشرف "محمد اكويندي Empty
مُساهمةموضوع: "الشرف "محمد اكويندي   "الشرف "محمد اكويندي Icon_minitimeالجمعة مايو 14, 2010 12:04 pm


"الشرف "محمد اكويندي

تلك

غيمة؟ نحلة؟ ذبابة؟ أكيد أنها ذبابة مُزنة، وواخزة ! تخرق الفضاء، وتنفلت هاربة إلى الــــبـــــ...... عـيـــــيــــــيــــــيـــــــد ...

تحط فوق أرنبة أنف الفقيه، أمرد الوجه. يهشها مبتسما، ومحدثا نفسه:

« يا لعينة، لست قاضي البصرة، أنا أراوح مكاني خمس مرات في اليوم لأداء الصلاة.» تعود الذبابة صامتة بدون طنين، هذه المرة، وتحط فوق إبهام قدمه اليسرى، وتكشف عن وضع جلسته: قدماه ممددتان أماما، وجدعه مستند إلى الحائط.

يمد قضيبه الخيزراني الدقيق الرأس، الطويل، يهش به الذبابة، حركته هاته تفزع رؤوس الأطفال، ومعها ترتفع عقيرتهم.. فتختلط أصواتهم بصوت الطفلة التي عزلها أبوها، وأجلسها آخر صفوف الفتيان الصغار.

تعود الذبابة وتعتلي إبهام قدمه اليمنى، لأن الفقيه غير وضع ساقيه، اليمنى فوق اليسرى، داخل بُقعة الشمس المنسلة من سقف الجامع المهترئ. تنبه لوضع رجليه الممدودتين: « يا أبا حنيفة اثن ساقا واترك أخرى.» فرت الذبابة مذعورة من توبيخ الفقيه لنفسه... تتبعها بعيونه حتى حطت فوق شعر "فتيحة" المنفوش كعش غراب. بدا، كأن الذبابة نبهته لوجودها هي المرمية خلف الأطفال، هاملة لوحها الخشبي بين ساقيها المنفرجتين، لاهية عنه تنكث شيأها بعويد من الحصير الذي تجلس عليه الجماعة.. وخيط من مخاط أنفها يتدلى، حتى كاد يلامس سورة "الفاتحة" المكتوبة على ظهر اللوح الخشبي، دون وعي منها.

ينبهر الفقيه لهذا الاكتشاف، فيأمر نفسه: « الآن، آن لأبي حنيفة أن يمد عصاه.» ينقر رأس الطفلة نقرات موجعة ومؤلمة، حتى تتبول تحتها من أثر الألم والخوف. تفر الذبابة فزعة مرعوبة، خارجة من الباب، يلاحظ الفقيه فرارها وعودتها.. تعود في هيأة أبي جهل وصوت أبيها الخافت: ماذا؟ دنست الشرف..الش..رف ..رف.. رفرفت الذبابة بجناحيها، ثم حلقت عاليا، حين غفا الفقيه، التصقت بخده المشع بنور الشمس، وخزته وخزة مؤلمة، جعلت جسده يرتج وينتفض واقفا.. انتفضت أجساد الأطفال مرعوبة، رافعين عقيرتهم: «وإذا الموؤودة سئلت..» ملأت الذبابة الفضاء طنينا، وهي تحلق راقصة رقصة انتحارية..حين سقطت في شايه البارد، بدل أن يزيحها ويسحبها.. سحب ذاكرته من قاع الكأس، تنبه لنفسه ولوجود رواد المقهى.






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mohamedgouindi.kanak.fr
 
"الشرف "محمد اكويندي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محمد اكويندي :: منتدى القصة-
انتقل الى: