محمد اكويندي Admin
عدد الرسائل : 164 تاريخ التسجيل : 22/12/2006
| موضوع: الطوفان الأحد مايو 24, 2009 10:39 am | |
| الطوفان محمد اكويندي
أمسد على ظهرها بيده. فضم عليها كفيه. دغدغ الريش الناعم حس اللحم اللين، الحي. فاستجاب قلبه العطوف للنبض الضعيف. فرج أصابعه، فرد كفيه. هدلت الحمامة فرحة، أولا، ثم طارت. حلقت فوق صاري العائمة، راسمة حلقات دائرية. فانطلقت صوب الشـرق..رق قـلبه..لبُّه الذي طـاوعه..أوْعه لباقي المخلوقـات..ات..ات..تـأوهت السائمة. لحقها الثور هائجا..هائجا يزبد ويرغي الموج. الموج كف عفريت يرج العائمة، والحكيم ساهم..هم معه بين السماء والـماء..ماء قط. فقط. نط سنْـجابُ..جاب الحكيم بعينيه متفقدا باقي الحيوانات. نأت السائمة بنفسها عن الثور. تابع الحكيم هيجان الثور. رغب كل زوج لقاح زوجه..وجَّه لهم المنع..منع الانجاب، وعدم زيادة ثقل السـفينة فينة أخرى. نهى. هي لم تظهر بعد..بُعد اليابـسة ستة أيام هو مقدارها، وهي لم تـعد. عدَّ الحكـيم..يمٌّ كأنه مهد كـبير..بير عميقة الغور. رُبما توقف المطر. رعد الـرعد. عدَّل الحكيم وضـعه. عهد الله نجوى قلـبه..به تمخر الفـلكُ. لَكَ أن تدركَ كـبرى الفاجعة. الفاجعة همي الماء. الماء خيط من السماء. السماء ثقب. ثقب هو الطوفان..فان لا محالة نحن. نحن أنت. أنت نحن. حنـوت عنا أو قسوت. قسوة هو نسيان الابتهال. هالنا الأمر والرعب. عبَّ الكل جرعة الهـلع. لعلع الشراع وارتعدت الحبال خوفا..خوف عدم عودة الطـير..يرى الله ما لم يره طير أو بشر.. بَشر الحكيم فقد هل الطـير..يرى الله ما لم يره بشر أو طير. طير يحمل بشرى بين مخالبه طين. طين. ماء. هواء. عناصر تكوِّن كائن ما كان.
محمد اكويندي
| |
|