محمد اكويندي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محمد اكويندي

مرحبا بكم في منتدى محمد اكويندي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حرائق الجسد خالد السليكي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد اكويندي
Admin
محمد اكويندي


عدد الرسائل : 164
تاريخ التسجيل : 22/12/2006

حرائق الجسد خالد السليكي Empty
مُساهمةموضوع: حرائق الجسد خالد السليكي   حرائق الجسد خالد السليكي Icon_minitimeالجمعة فبراير 06, 2009 1:25 am

كانت بداية الأسبوع الثاني من قدوم سيناء إلى أمريكا حلما جديدا، أو صدفة جميلة أبعدت عني كل الهموم التي تعودت على العيش بها. وخلال الأسبوع الأول من قدومها، كنا قد طفنا ماستشيوسيت، وجزءا من نيوهامشر وخلال كل اللحظات التي كنا نتجول كانت تظل مندهشة لروعة طبيعة المنطقة. فهي لم تكن تتصور روعة الفضاء إلى هذا الحد وحتى حين كنت أصف لها المنطقة عبر النت، كانت تعتبر الأمر مجرد خيال وحين قرأت الفصول الأولى لهذه الرواية، اعتبرت أن ما كتبته لا يمكن أن يكون إلا أدبا وكفى. فأمريكا كما تصورتها هي، عبارة عن شيطان ومدن غارقة في الانحراف والجريمة والجنس الفاضح، والسكر والعربدة.. لكن أمريكا، شيء آخر. فهي بلد الكنائس، والصمت، والصخب العابر، والتقديس، والمجون الشاعري..لم يكن يخطر ببال سيناء، إن الإيمان الحقيقي بالإنسان، وبالعالم يوجد ها هنا .. وإن المفاهيم التي تنمو في هذا البلد لها سمة خاصة..كم مرة جادلتني، واعتبرتني مجرد مستلب، وإن الثقافة الأمريكية استهلاكية، ولا قيمة لها، وينبغي لنا نحن العرب أن نحافظ على هويتنا وديننا..

في كل مرة نربط هويتنا بالدين، ونعتبر الدين هو الحقيقة..لكنني دائما أعتبره مصدرا لكل الصراعات..وكنت أحاول أن أقنعها بأن أمريكا »هي أكبر دولة في العالم الثالث« لكن العقل الذي يحكمها، عقل خبير، استفاد من كل الأخطاء..فالفرق بيننا وبين المجتمع الأمريكي، كونه مجتمع يعيد قراءة أخطائه، أما نحن فنعيد صناعة الأخطاء..!

إن الجذور الفلسطينية لسيناء، كانت وراء كل التصورات العنيفة تجاه المجتمعات الغربية..والآن هاهي ذي ترى ما لم تكن تراه.. إذا اقتنع أحد بشذوذه فإنه يدافع عنه، ويشهره، أما العربي فهو يمارس كل أنواع الشذوذ لكن »بقضائه في الكتمان«.. حتى الجدل الحاد الذي كان يطبع مراسلاتنا عبر النت، انهار .. ولم تكن تتمالك نفسها حين أشغل راديو سيارتي الخضراء، وصوت مقدم بوسطن كلاسكل سطايشن يصدح في كل الفضاء، وتسدل شعرها على كتفي الأيمن بعد أن تزيح السند الذي وضع بين الكرسيين الأماميين، وهي تقول: »هذا ما كنت أتحاشاه وأخشاه..ها أنذي أعيد تاريخ الأخطاء«، كنت أجيبها: »إن الأخطاء هي التاريخ الوحيد الذي يكشف عن حقائقنا« تبتسم وتغمض عينيها، ثم تنظر إلي ثانية بعين تشع بشبق عنيف، فتنتابنا الرغبة في الارتماء في أحضان أول بحيرة تلقانا ونحن على الطريق السيار..

❊❊❊❊

لم نكن نعتقد، في يوم من الأيام، أننا سنلتقي هنا، علي مشارف بحيرة ويكفيلد التي قالت عنها إنها أجمل مما كانت تتخيله..هنا يكون الواقع أجمل من الحلم..هنا أرض العراء، والأساطير.. أسطورة البداية..أساطير الحكاية الأولى التي ابتدأت بكتباتها في أول رسالة إليها، حول البحث الأسطوري ومناهجه في الدراسات الأدبية..واتفقنا أن نجعل من رحلتنا الافتراضية عالما متكامل الملامح، وصار إبحارنا في اتجاه المستقبل كل طموحنا، وواجبنا اليومي..

❊❊❊❊

كانت جلساتنا الافتراضية تطول الساعات، حتى يقترب الفجر، في تلك الليلة الخريفية الهادئة، جلست أمام شاشة الكمبيوتر، وكانت الخمرة قد تمكنت مني تماما، ولم أعد أذكر سوى أنني استيقظت بألم حاد في رأسي ومعدتني، وأنا أتوجه نحو الحمام كي أتقيأ، وفي الوقت ذاته كان هاتفي النقال يرن، لأنعى خبر مقتل جاني بعد تعرضها لاغتصاب من قبل أحد السود الأمريكيين الذي كان يحقد عليها كثيرا.. وفي المساء بعد أن استرجعت بعضا من قواي، وفتحت علبة رسائلي على الجي ميل، قرأت خبرا مفاده، إن عبد الواحد قد أصيب بالجنون، وأدخل مصحة الأمراض العقلية في بيبادي، بينما نوارس قررت العودة إلى دوارها كي تلتحق بابنتها بعد أن أرهقتها الديون..وبعد أسبوع من توالي هذه الأخبار المؤلمة، نودي علي من مصالح القنصلية، فاستكملت كافة إجراءاتي، وقررت السفر في انتظار أن تلتحق بي زوجتي وابني..

كل حقائبي كانت جاهزة، وماتبقى من أوراقي وضعته في صندوق خشبي وأوصيت زوجتي أن تضعه في الدولاب، وقد كتبت عليه..» هذه مذكرات سيطول بها الزمان حتى تتعب من الصمت، ويأتي ولدي ليحرقها أو ينشرها أو تترك للنسيان، ثم توضع في القمامة«..وبدت لي، طنجة، في تلك اللحظة مجرد أغنية، حركت في مشاعر دفينة، وأوقدت ذاكرتي القديمة، يوم كنت أجلس مع محمد شكري، والزبير بن بوشتى، ورشيد بنحدو في العوالم السفلية للمدينة، وقهقهات عبد اللطيف والزبير ونحن نردد عبارة »اللي غا نعملوه نعملوه بأربعة..!«، وقد فعلنا أشياء ونحتنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mohamedgouindi.kanak.fr
 
حرائق الجسد خالد السليكي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محمد اكويندي :: مختارات-
انتقل الى: