محمد اكويندي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محمد اكويندي

مرحبا بكم في منتدى محمد اكويندي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رواية الكهف 1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد اكويندي
Admin
محمد اكويندي


عدد الرسائل : 164
تاريخ التسجيل : 22/12/2006

رواية الكهف 1 Empty
مُساهمةموضوع: رواية الكهف 1   رواية الكهف 1 Icon_minitimeالجمعة يناير 30, 2009 12:40 pm

صانع المتاهات المدهشة



‮"‬الكهف‮" ‬رواية أخري‮ ‬من روايات ساراماجو صانع الكهوف والمتاهات المدهشة العذبة،‮ ‬التي عرفها القارئ العربي فيما ترجم من قبل للكاتب البرتغالي الكبير،‮ ‬الذي يشكل ظاهرة إبداعية مدهشة،‮ ‬فهو من بين القلائل الذين بدأوا الكتابة في سن متأخرة نسبيا،‮ ‬وهو من القلائل من الفائزين بنوبل ولم تصبهم لعنة التوقف عن الكتابة التي تحدث عنها ماركيز‮.‬
في الرواية التي ننشر هنا فصلا‮ ‬منها،‮ ‬ما نعرفه من طريقة ساراماجو الذي يستدرج قارئه إلي مدخل كهف كتابته،‮ ‬وبأسلوب التوريط‮ ‬في المصادفات العجيبة،‮ ‬يجد القارئ‮ ‬نفسه مع أبطال الرواية في متاهة ضخمة،‮ ‬تتلاقي فيها‮ ‬غرائبية العالم مع التفكير والتأمل العميق‮.‬
الرواية التي ترجمها العذب صالح علماني تصدر هذا الأسبوع في سلسلة الجوائز عن الهيئة المصرية العامة للكتاب،‮ ‬وهي العمل السادس لجوزيه ساراماجو في السلسلة ذاتها بعد‮ ‬خمسة أعمال متميزة‮ "‬الطوف الحجري‮" ‬في ترجمة طلعت شاهين،‮ ‬و"الآخر مثلي‮" ‬ترجمة بدر الدين عرودكي،‮ ‬وكتاب سيرته‮ "‬الذكريات الصغيرة‮" ‬ترجمة أحمد عبداللطيف،‮ ‬ورواية‮ "‬البصيرة‮" ‬أحمد عبداللطيف أيضا،‮ ‬بينما يصدر العمل السابع‮ "‬انقطاعات الموت‮" ‬بعد أسبوع في ترجمة علماني أيضا‮. ‬


--------------------------------------------------------------------------------

الكهف
جوزيه ساراماجو ترجمة : صالح علماني



إلي بيلار
يا لغرابة المشهد الذي تصفه ويا لهم من سجناء مستغرّبين‮.‬
إنهم مثلنا‮.‬
أفلاطون،‮ ‬الجمهورية،‮ ‬الكتاب السابع‮.‬
الرجل الذي يقود الشاحنة الصغيرة المغلقة يدعي سيبريانو ألغور،‮ ‬مهنته صانع خزف،‮ ‬وله من العمر أربع وستون سنة،‮ ‬مع إن مظهره يوحي للوهلة الأولي بأنه أصغر سنا‮. ‬والرجل الجالس إلي جواره هو صهره،‮ ‬ويدعي مرسيال‮ ‬غاتشو،‮ ‬لم يبلغ‮ ‬الثلاثين بعد‮. ‬ومع ذلك،‮ ‬فإن ملامح وجهه لا تسمح لأحد بأن يقدٌر أن له من العمر كل تلك السنوات‮. ‬وتلتصق باسم كل منهما،‮ ‬مثلما لاحظنا،‮ ‬كنية‮ ‬غريبة،‮ ‬يجهلان أصلها ومعناها وسببها‮. ‬والاحتمال الأكبر أنهما سيشعران بالاستياء إذا ما توصلا يوما‮ ‬إلي معرفة أن كلمة ألغور تعني البرودة الشديدة في الجسد،‮ ‬إشعارا‮ ‬مسبقا‮ ‬بالحمي،‮ ‬وأن‮ ‬غاتشو هو الجزء الذي يجثبٌت عليه النير في عنق الثور‮. ‬الشاب يرتدي زيا‮ ‬عسكريا،‮ ‬لكنه‮ ‬غير مسلح‮. ‬وأكبرهما يرتدي سترة مدنية وبنطالا‮ ‬مطابقا‮ ‬لها تقريبا،‮ ‬ويزرر قميصه حتي العنق،‮ ‬دون أن يضع ربطة عنق‮. ‬اليدان اللتان تديران عجلة القيادة كبيرتان وقويتان،‮ ‬إنهما يدا فلاح،‮ ‬ومع ذلك فإنهما تشيان بالحساسية،‮ ‬ربما بتأثير الملامسة اليومية لنعومة الصلصال التي يضطره إليها عمله‮. ‬لا وجود في يد مرسيال‮ ‬غاتشو اليمني شيء خاص ملفت للنظر،‮ ‬لكن ظاهر اليد اليسري يكشف عن ندبة لها شكل حرق،‮ ‬أثر مائل يبدأ من أصل الإبهام ويمتد حتي قاعدة الخنصر‮. ‬الشاحنة لا تستحق هذه التسمية،‮ ‬فهي مجرد عربة مغلقة من الحجم المتوسط،‮ ‬من طراز عفا عليه الزمن،‮ ‬وهي محملة بالخزف‮. ‬عندما خرج الرجلان من البيت،‮ ‬قبل عشرين كيلومترا،‮ ‬كانت السماء تبدو‮ ‬غير مضيئة تقريبا،‮ ‬أما الآن فقد أضفي الصباح علي العالم ما يكفي من الضوء لرؤية ندبة يد مرسيال‮ ‬غاتشو وملاحظة حساسية يدي سيبريانو ألغور‮. ‬إنهما يمضيان بسرعة منخفضة بسبب حساسية الحمولة،‮ ‬وكذلك بسبب عدم انتظام رصف الطريق‮. ‬تسليم البضائع التي لا تعتبر من الضروريات الأولي أو الثانية،‮ ‬كما هو حال الخزف العادي الرخيص،‮ ‬يتم عند الضحي،‮ ‬وفق التوقيت السائد،‮ ‬وإذا كان الرجلان قد بكرا كثيرا‮ ‬فذلك لأن علي‮ ‬غاتشو أن يختم بطاقة حضوره قبل نصف ساعة علي الأقل من فتح أبواب‮ »‬المركز‮«‬‮ ‬للجمهور‮. ‬في الأيام التي لا يجحضر معه صهره،‮ ‬وتكون لديه بضاعة عليه نقلها،‮ ‬لا يضطر سيبريانو ألغور إلي الاستيقاظ مبكرا‮ ‬هكذا‮. ‬ولكنه هو نفسه من يتولي علي الدوام،‮ ‬كل عشرة أيام،‮ ‬الذهاب لإحضار مرسيال‮ ‬غاتشو من مكان عمله كي يقضي مع أسرته أربعين ساعة الاستراحة التي يستحقها،‮ ‬وهو أيضا‮ ‬من يعيده بعد ذلك،‮ ‬في الموعد الدقيق،‮ ‬إلي مسؤولياته وواجباته كحارس داخلي،‮ ‬سواء أكان هناك خزف في صندوق الشاحنة أم لم يكن‮. ‬ابنة سيبريانو ألغور،‮ ‬المدعوة مارتا،‮ ‬وتحمل كنية إساسكا من جهة أمها المتوفاة،‮ ‬وكنية ألغور من جهة أبيها،‮ ‬لا تحظي بحضور زوجها في البيت،‮ ‬وفي الفراش،‮ ‬سوي ست ليال وثلاثة نهارات كل شهر‮. ‬وقد حبلت في واحدة من تلك الليالي،‮ ‬لكنها لم تعرف ذلك بعد‮.‬
المنطقة قاحلة،‮ ‬قذرة،‮ ‬لا تستحق أن ننظر إليها مرتين‮. ‬وقد أطلق أحدهم علي هذه الامتدادات التي ليس في مظهرها أي شيء من الريف،‮ ‬التسمية التقنية‮ «‬الحزام الزراعي‮»‬،‮ ‬وسجميت كذلك،‮ ‬في تناظر شاعري،‮ «‬الحزام الأخضر‮»‬،‮ ‬مع أن المشهد الوحيد الذي تتمكن العينان من بلوغه علي جانبي الطريق العام،‮ ‬مغطية دون انقطاع محسوس آلافا‮ ‬كثيرة من الهكتارات،‮ ‬هو هياكل كبيرة ذات سقوف مسطحة،‮ ‬مستطيلة،‮ ‬مصنوعة من بلاستيك ذي لون محايد،‮ ‬حوٌله الزمن وزوابع الغبار شيئا‮ ‬فشيئا‮ ‬إلي الرمادي والداكن‮. ‬في الأسفل،‮ ‬خارج مدي نظرات من يمر،‮ ‬تنمو نباتات‮. ‬وعبر درب ثانوية تخرج من هنا وهناك،‮ ‬وتأتي لتصب في الطريق العام،‮ ‬شاحنات وجرارات موصولة بمقطورات محملة بالخضراوات،‮ ‬مع أن عمليات الشحن الكبري تكون قد أجنجزت خلال الليل،‮ ‬أما هذه الشاحنات التي تظهر الآن،‮ ‬فإما أن لديها تصريحا‮ ‬محددا‮ ‬واستثنائيا‮ ‬لتسليم البضاعة في وقت متأخر،‮ ‬أو أن سائقيها استغرقوا في النوم‮. ‬رفع مرسيال‮ ‬غاتشو كجمٌ‮ ‬سترته الأيسر خفية لينظر إلي الساعة،‮ ‬إنه قلق لأن حركة المرور تبدأ بالكثافة تدريجيا‮ ‬ولأنه يعرف أن المصاعب تتزايد من هنا وإلي الأمام،‮ ‬عندما يدخلون الحزام الصناعي‮. ‬انتبه الحمو إلي حركة الصهر،‮ ‬لكنه ظل صامتا،‮ ‬فصهره هذا شاب لطيف دون شك،‮ ‬وإن يكن عصبيا،‮ ‬من سلالة القلقين منذ الولادة،‮ ‬فهو قلق علي الدوام من انقضاء الوقت،‮ ‬حتي عندما يكون لديه فائض منه،‮ ‬ويبدو أنه،‮ ‬في هذه الحالة،‮ ‬لا يعرف أبدا‮ ‬ما يتوجب عليه أن يضعه فيه،‮ ‬أعني في الوقت،‮ ‬وفكر‮: ‬كيف سيصير عندما يصبح في مثل سني‮. ‬خلٌفا وراءهما الحزام الزراعي،‮ ‬وبدأ الطريق الذي صار الآن أكثر قذارة باختراق الحزام الصناعي مارا‮ ‬بين منشآت صناعية من كل الأحجام والنشاطات والصناعات،‮ ‬حيث تنتصب خزانات وقود كروية واسطوانية،‮ ‬ومحطات توليد كهربائية،‮ ‬وشبكات أقنية،‮ ‬وأنابيب تهوية،‮ ‬وجسور معلقة،‮ ‬ومواسير من كل الثخانات،‮ ‬بعضها أحمر وبعضها أسود،‮ ‬ومداخن تطلق في الجو سحب دخان سامٌة،‮ ‬ورافعات طويلة الأذرع،‮ ‬ومختبرات كيميائية،‮ ‬ومصافي تكرير بترول،‮ ‬وروائح نتنة،‮ ‬أو مجرٌة أو حلوة،‮ ‬ودوي مثاقب صاخبة،‮ ‬وأزيز مناشير آلية،‮ ‬وضربات مطارق هرس،‮ ‬ومنطقة صمت بين حين وآخر‮. ‬لا أحد يعرف ما الذي يجري إنتاجه هناك‮. ‬وكان أن قال سيبريانو ألغور عندئذ،‮ ‬لا تقلق،‮ ‬سنصل في الوقت المناسب،‮ ‬فرد صهره،‮ ‬مواريا‮ ‬قلقه دون نجاح،‮ ‬لستج‮ ‬قلقا،‮ ‬وقال سيبريانو ألغور،‮ ‬أعرف ذلك،‮ ‬ولكنها مجرد طريقة لتبادل الكلام‮. ‬انحرف بالشاحنة نحو طريق موازي‮ ‬مخصص لحركة المرور المحلية،‮ ‬وقال،‮ ‬سنختصر الطريق من هنا،‮ ‬فإذا ما سألتنا الشرطة لماذا تركنا الطريق العام،‮ ‬تذكٌر ما اتفقنا عليه،‮ ‬سندٌعي بأن لدينا مسالة يجب حلٌها في أحد هذه المصانع قبل ذهابنا إلي المدينة‮. ‬تنفس مرسيال‮ ‬غاتشو بعمق‮. ‬حين تكون حركة المرور معقدة علي الطريق العام،‮ ‬ينتهي الأمر بحّميٌه،‮ ‬عاجلا‮ ‬أو آجلا،‮ ‬إلي سلوك طريق فرعي‮. ‬ما كان يثير جزعه هو إمكانية أن يسهو حموه ثم يأتي قراره متأخرا‮. ‬ولحسن الحظ،‮ ‬بالرغم من المخاوف والتحذيرات،‮ ‬لم توقفهما الشرطة قطٌج‮. ‬وفكر مرسيال‮: ‬يوما‮ ‬ما سيقتنع بأنني لست صبيا‮ ‬صغيرا،‮ ‬وأنه ليس عليه أن يذكٌرني في كل مرة بهذا الكلام عن وجود مسألة يتوجب علينا حلها في المصانع‮. ‬لم يتصور أي منهما أن زيٌ‮ ‬حارس‮ ‬المركز‮ ‬الذي يرتديه مرسيال‮ ‬غاتشو،‮ ‬هو السبب في تسامح شرطة المرور المتواصل أو عدم مبالاتها،‮ ‬وأن ذلك التسامح لم يكن مجرد نتيجة مصادفات متعددة أو حسن طالع دائم،‮ ‬كما كان من المحتمل أن يجيبا إذا ما سجئلا عن سبب عدم تعرضهما،‮ ‬في اعتقادهما،‮ ‬لغرامة المخالفة حتي الآن‮. ‬ولو عرف مرسيال‮ ‬غاتشو السبب،‮ ‬فربما كان سيتباهي أمام حميٌه بأهمية السلطة التي يضفيها عليه الزي الرسمي الذي يرتديه،‮ ‬ولو عرفه سيبريانو ألغور،‮ ‬فربما كان سيتحدث إلي صهره بقدر أقل من الملاطفة الساخرة‮. ‬إنها حقيقة جيدة،‮ ‬فالشباب لا يعرف ما يمكنه تحقيقه،‮ ‬والشيخوخة لا تتمكن من تحقيق ما تعرفه‮.‬

















--------------------------------------------------------------------------------





دفتر الزوار | دليل المواقع | الاشتراكات | الإعلانات | خريطة الموقع | البحث | الأعداد السابقة | إتصل بنا | مساعدة
الإعلانات المبوبة | أكاديمية أخبار اليوم | بلبل | أخبار السيارات | أخبار الحوادث | أخبار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mohamedgouindi.kanak.fr
 
رواية الكهف 1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محمد اكويندي :: منتدى القصة-
انتقل الى: