محمد اكويندي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محمد اكويندي

مرحبا بكم في منتدى محمد اكويندي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قراءة في رواية خوسي ساراما جور

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد اكويندي
Admin
محمد اكويندي


عدد الرسائل : 164
تاريخ التسجيل : 22/12/2006

قراءة في رواية خوسي ساراما جور Empty
مُساهمةموضوع: قراءة في رواية خوسي ساراما جور   قراءة في رواية خوسي ساراما جور Icon_minitimeالأحد يناير 18, 2009 10:06 am

محمد اكويندي
خوسي ساراماجور روائي برتغالي فاز بجائزة نوبل في الأدب عام 1998 كما فازت روايته " ريكاردو ريس" بجائزة الروا
ية الأجنبية أند بنديت" في بريطانيا عام 1998 إنها رواية عن علاقة المؤلف نفسه بالشاعر المعروف فرناندوبسوا ( 1935-1888) حيث أعجب المؤلف بشخصية صنعها سارا ماجو في شعره تسمى ريكاردو ريس،

فسعى إلى إعادة إحيائها مرة أخرى، في روايته التي نحن بصددها ريكاردو ريس، اسم من الأسماء الثلاثة التي كان يذيل بها الشاعر البرتغالي فرناندو بسوا أعماله.
إذا أصر الروائي البرتغالي، خوسي ساراماجو، أن روايته المهمة " عام وفاة ريكارد وريس" لن يعجب بها أعجابا عظيما سوى برتغالي، فالمعنى هنا، للإنسان الملم بتاريخ وثقافة البرتغال، بدءا من أزمنة المجد والإمبراطورية، حتى الفصول الأولى المشئومة للدكتاتورية التي مارسها " سالازار".
استغل الكاتب البرتغالي، خوسي ساراماجو، أحد الأسماء المستعارة لفرناندو بسوا، الثلاث، لكي يجعل منها تقنية ( القرين) علما أن بسوا، كان يوقع كتابته إما بالبرتوكايرو، أو ألفارو دي كامبوس، أو ريكاردو ريس، نادرا ماكان يذيل أعماله بإسمه الجقيقي تواضعا وعليه نجد نموذج ساراماجو لتسمية شخصيته ب ربكارد وريس،الذي هو في حقيقته فرناردوبسوا ، حتى يتسنى له الحوارات النفسية،وبأن تعيش لفترة أطول من حياة خالقها، مع استدعاء بسوا في نفس الوقت من قبره بعد عام من موته لكي يجدد صداقته مع ريس الذي عاد إلى البرتغال من منفاه، بعد أن أمضى 16 عاما في نفيه السياسي بالبرازيل.
إذا كان نفيه يعني زمان أحداث الرواية، في فترة الثلاثينات، فإن المقبرة الريفية بمنطقة برادارز، وفندق براجانسا مكانها التي تتحرك فيه الشخصيات فاستدعاء بسوا من مقبرة برادارز حيث لا يستطيع هناك الخلود إلى الراحة في سلام، لأن جدته ديونسيا الضاربة في الشرسة دفنت هناك .. كما نجد الكاتب لا يكتفي يلعبه القرين في ثنائية الشخصية، بل يضيف إليها الشخصية الثالثة – المؤلف.
وذلك لخلق حوارات بين الشخصيات المتخيلة كمسوغ لمجريات الأحداث وسردها وكذلك استدعاء شخصيات نسائية، كخادمة الفندق، ليديا، ومارسيندا التي جاءت لعلاج ذراعها المشلولة وهي نزيلة بنفس الفندق الذي يتواجد فيه ريكاردوريس، الذي يمثل مظهرا حيويا لطبيعة بسوا فهو شخصية خيالية تنطق بأفكار بسوا، وتتمتع بمواصفته، نحيل ومثقف له نظارة ذات إطار ذهبي وهو لطيف وعصبي بعض الشيء في تصرفاته وأنيق الملبس وله طريقة مميزة في المشي...وهو إلى حد ما أشبه بممثل يعيد نصا دراميا إلى الحياة.
تعود مجريات أحداث الرواية إلى الثلاثينات المائجة بالاضطراب وهي فترة السنوات العشر التي أصابت فيها البرتغال آفة الفاشية والتاكتيكات الوحشية لدى صراع الدول على السيادة، يقوم ساراماجو في هذه الرواية بربط الوثائق التاريخية الحقيقية، وقصاصات الجرائد آنذاك، مع التعليقات الخاصة التي يقولها ريس أو بسوا
( القرين) الشبح المشكل من المقابر الريفية إلى مسرح الأحداث، فندق براجانسا، في هذه الرواية توسل ساراماجو إلى لعديد من تقنيات الكتابة وقوالب الكلام من كل المستويات كالخليفة الثقافية والاجتماعية والأسلوب الكلاسيكي، إلى النثر الخلاق كما يعتمد على التركيز الدرامي والتعبير المسرحي في مجمل الرواية تقريبا .. ومن تسلسل الأحداث إلى الانتقالات الفجائية المتسمة بحرية التصرف المتعلق بالزمان والمكان وببؤرة الاهتمام المتعددة، والاسترجاع، والكولاج، والمعارضة اللغوية ومجرى الشعور والمناجاة والحوارات لدى تفاعلها وتأثيرها في بعضها البعض على نحو جوهري.
فموضوعة الحب التي تظهر مدى هشاشة العلاقات وزيفها، التي تكون العلاقات الإنسانية مليئة بالمتناقضات وسوء الفهم والأنانية والنفاق مما يتسبب في كثير من الأحيان في تدمير أي صداقة أو حب حقيقي.
وليديا الخادمة، ومار سيندا الارستقراطية، شخصيتان متناقضتان تمثلان الفجوة ما بين الرغبات الشهوانية للرجل والمناشدات التي لا يمكن مقاومتها لمثل أعلى يتعذر الوصول إليه: ليديا خادمة الفندق الوضيعة المسئولة عن غرف النوم بالفندق والتي تقدم إعادة الطمأنة الجنسية، وتدبير الشؤون المنزلية على نحو نموذجي فمن حيث إنها ليست لها مطالب ملحة ومليئة بالحيوية وصريحة ليست مختلفة كثيرا عن الشخصية المثالية الروحانية غير المادية التي استحضرها ريكاردو ريس، في قصائده الغنائية، واستحضارها هنا لتمرير أفكار " ريس" لمناقشات الذكورة والأنوثة المرتكزة على العادات والتقاليد في خلال الثلاثينيات... اعترف سارمجو بإعجابه بالصرامة الذهنية والنظام الرسمي الذي يمكن على العثور عليه في القصائد الغنائية، لفرناندو بيسوا.
فالحوارات الحادة التي يديرها ساراماجو بين بيسوا وريس تكشف عن نقاط الاختلاف أكثر ما تكشف عن نقاط التقارب في مفاهيمهما الذهنية عن الفن والحياة، وتكون المناقشات على نطاق واسع ويستخدم الحوار كوسيلة فعالة للتفحص الدقيق والتنفيس الروحاني.
إذا كان ساراماجو يتغاض عن الإعراب والترقيم في الكثير من الأحيان فذلك يبدو عن عمد وقصد واضح في الصفحة 289 يفصح عن ذلك بعدها يأمر مارسيندا: " لا تكتب بهذه الطريقة فهي تراعي قواعد الإعراب والترقيم، وريكاردو ريس هو الذي يقفز من سطر لآخر بحثا عن ما هو جوهري مع تجاهل أسلوبها في التعبير" ويتمادى المؤلف في كشف أسرار كتابة روايته، في توسله بقصاصات الجرائد بغية الإفصاح أكثر عن موت فرناندو بسوا بعام: " عن كتابة ما سمعه المرء بطريق الخطأ لأننا نعرف جيدا أن ريكاردو ريس هو الرجل الذي يقرأ الجريدة بعينيه المفتوحتين المفعمتين بالحياة وهو طبيب يبلغ من العمر 48 عاما هو أكبر بسنة واحدة من فرناندو بسوا، عندما أغلقت عيناه، وهي عينان كانتا ميتتين بدون أدنى شك" هذا المقطع يشكل عنوان الرواية – عام وفاة ريكاردو ريس. علما أن فرناندو بسوا، توفي عن سن 47 عاما. ومن باب التأكد والمزح مع القارئ يدلي المؤلف بهذا التصريح: " بالأمس حيث مراسيم جنازة فرناندو أنطونيو نوجير بسوا وهو أعزب يبلغ من العمر 47 عاما ولا تنسى أن عمره 47 ولقد ولد في لشبونة ودرس الطب في جامعة انجليزية وأصبح راسخا ككاتب وشاعر في الدوائر الأدبية" ص 38 ومن المفارقات الساخرة، عند ساراماجو، أنه يوظف رقم تذكرة اليانصيب التي عرضها البائع على ريكاردو ريس، قائلا له خذها فلن تندم عليها،إنها رقم 1349، ولسوف تدور غدا العجلة ، ذلك ليس هو الرقم والعجلة لن تدور غدا، إن رقم تذكرة اليانصيب من باب الصدفة والقدر هو رقم المقبرة التي يرقد فيها جثمان فرناندو بسوا و تصطف على جانبيه نباتات الحور عن المقبرة، إنه الرقم الذي سحب في اليانصيب بالأمس ولن يسحب مرة أخرى بمعرفة القدر وليس بمعرفة الحظ السعيد (ص40) فرناندو بسوا الشاعر غير العادي ومؤلف قصيدة Mensagem، وهي قصيدة بالحماس الوطني ومن أجمل ما كتب في عالم الأدب قد دفن بالأمس حيث اختطفه الموت فجأة في سرير بمستشفى سولويين أثناء الساعة الأخيرة في ليلة السبت وهو في شعره لم يكن فقط فرناندو بسوا وإنما كان ألقاردو دي كامبوس وألبرتو كايرو وريكاردو ريس ( ص 37) تبدأ رواية " عام وفاة ريكاردو ريس بجملة هنا ينتهي البحر وتبدأ الأرض. (وتنتهي) هنا حيث البحر ينتهي، وحيث الارض تنتظر من هذا المفتتح والختام ندرك لعبة الزمن الدائري، ورمزية البحر المتمثل في رحم الأم الوطن حيث الولادة والنشأة ينتهي البحر رحم الأم حيث الولادة، ثم موته والعودة، إلى رحم الأم الوطن حيث البحر ينتهي، وحيث الأرض تنتظر.
خوسي ساراماجو بدأ حياته الأدبية في سن متأخرة بعد طول انقطاع ذاعته شهرته في الثمانينات من خلال مجموع رواياته: بالتزار، وبليموندا " والإله الأكتع" وعام وفاة ربكاردو ريس" وإنجيل يسوع" وتاريخ حصار لشبونة".




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mohamedgouindi.kanak.fr
 
قراءة في رواية خوسي ساراما جور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محمد اكويندي :: التصنيف الأول :: دراسات أدبية-
انتقل الى: