محمد اكويندي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محمد اكويندي

مرحبا بكم في منتدى محمد اكويندي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 جمـاليــات القــص في مجمـوعـة " قُـقْـنُــس"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد اكويندي
Admin
محمد اكويندي


عدد الرسائل : 164
تاريخ التسجيل : 22/12/2006

جمـاليــات القــص في مجمـوعـة " قُـقْـنُــس" Empty
مُساهمةموضوع: جمـاليــات القــص في مجمـوعـة " قُـقْـنُــس"   جمـاليــات القــص في مجمـوعـة " قُـقْـنُــس" Icon_minitimeالجمعة مارس 21, 2008 1:48 pm

جمـاليــات القــص
فــي
مجمـوعـة " قُـقْـنُــس"
محمد اكويندي
 إضــــاءة :
منذ صدور النظر في الوجه العزيز (1983) لم تحدث أية ضجة، كما أحدثتها هذه المجموعة، في تاريخ كتابة القصة بالمغرب، و صاحبها، يراكم، و يوسع، و يضيف إلى تجربته، و إلى هذا الجنس الزئبقي، فإذا كانت هذه الإضافات، بطيئة و قليلة و شحيحة، مقارنة مع عمر الكتابة الذي سلخه أحمد بوزفور في كتابة القصة، فإن حصيلة الكتابة القصصية لديه لا تتعدى أربعة مجاميع قصصية، كالتالي : " النظر في الوجه العزيز، الغابر الظاهر، صياد النعام، قُقْنُسْ."
و من هنا نستنتج أن بوزفور، ينتج ( النوعي) لا، الكمي، و كذلك هوسه بكتابة المغاير والمختلف.
 قــــراءة :
تسعى قراءتنا هذه إلى إبراز جماليات الكتابة القصصية، في مجموعة ققنس، و كذلك إبراز السمات على نحو مكثف، و الموضوعات أو " الثيمات" التي اشتغل عليها بوزفور في مجموعته الأخيرة هذه، فخلصنا إلى ثنائيات، و قبل الإفصاح عن هذا كله، يعني لنا هذا أنه يؤسس سياقا خاصا، أي ذائقة متفردة، عن سابقتها، لأنها جعلت من ( الرؤيا) سياقها الأدبي – الجمالي – هي الموقف، أو النص غير المكتوب الذي تطرحه كلمات النص و صوره، و غالبا ما يكون متجاوزا للواقع، محاكي لما هو مختزن في خيال الكاتب من آمال و طموحات، و أطروحات وجودية مقلقة، مما يجعلها بحاجة إلى موهبة خاصة من مزيج ثقافة موسوعية بالغة الخصوبة، و معاناة صادقة حد الاستشهاد، و النظر إليها بعيون ثاقبة، و من ثمة عكسها في مرآة النص، كما تكشف قراءتنا هذه عن الإنزياح الإبداعي في بنية النصوص التي تتأسس على قاعدة التشظي، و تداخل الأجناس، الشعري/ النثري، و تتشاكل بنيتها بين المتن و الهامش.. ثم مبدأ التذويت، و الأسطرة و التحديث، العجيب و الغريب، الرؤية الكابوسية، وتعتيم المكان و محو الزمن، و استثمار الفضاء النصي، المونولوج الباطني، الشكلية و التجريبية، شعرية السرد، (الذي يتولد معه بناء موسيقى) كما يَكْمُنُ نجاح نصوص " قُقْنُسْ" في خلق بُعْدٍ دلالي آخر وراء المتعة العقلية و الوجدانية القارة في النصوص المتسربة إلى القارئ... طبعا- القارئ أنواع، و مراتب، و مستويات، من هنا أحدِّد موقعي كمتلقٍ ذواقة، و قارئ مُتْعِوِي، فلا أدعي أكثر من هذا الذي، مكنني من إبراز السمات التالية على نحو مكثف، مما يعطي لهذه المجموعة تميزها كتجربة جديدة في كتابات بوزفور، و التجريب، ليس كما يتوهم الكثيرون، دائما عندهم مقرون بالجيل، أو السِّن، بدل الاجتهاد، و المثابرة، و التحديث و هوس البحث المضني، و شحذ أدوات الاشتغال، والتوسيع و الإضافات القيمية إلى هذا الجنس المسمى – قصة – و الحفر في بئره العميقة الغور، ومواكبته محليا، و عربيا، و عالميا، من هنا تَكْمُنُ صعوبة الإمساك به، و نعته بالزئبقي، والمشاكس...إلخ.
و هذا ما يمنحه تفوقا على النقد المتقاعس و الخامل، و المكتفي بثنائيات الشكل و المضمون (الطرح الكلاسيكي)، الذي عفا عنه الزمن.
 تعبيــر الثنائـــيات :
تأسيسا على ما سبق، يمكن القول، بأن " الموضوعات" المشتغل عليها داخل النصوص، كما نوضح، تعطي لهذه المجموعة ذاك الانسجام الموحد في عضويتها، (كمجموعة) منسجمة، و موحدة في إطارها العام : كالطفولة و الشيخوخة، و الموت و الحياة، و هذا ما يدفعنا إلى إبراز أكثر، لثنائيات أخرى لهذه الغاية و هي :
 الحلم - الماء.
 الطفولة - الشيخوخة.
 المتن - الهامش ( أو الحواشي).
 الموت - الحياة.
 النثر - الشعر.
 الرؤيا - الرؤية.
 الرائي - المرئي.
 الحالم - المفسر (أو المعلق).
 الوجه - القناع.
 الخيالي - الواقعي.
 المقالة - القصة.
 الشاعر - القاص.
 الأمومة - الطبيعة.
تبدو هذه الثنائيات تعبيرا عن انشطار الذات، فإن (أنا) الذات الساردة، تنشطر بين الراوي والمَرْوِي، و المَرْويُّ له، و تتماهى معها، حيث يتم السرد عبر الذات، عن الذات، و عليها تنفصل الذات عن مركزها، في الوقت الذي تنهمك فيه الكاميرا (الضمير) الأول السارد بالتصوير :
" رَأَيْتُنِي أعْمَى، تَحْتَ الْمَطَرْ، كُنْتُ شخصين اثنين الرائي و المرئي.. الرائي قابع خلف المشهد يرى كل شيء ولا يُرى، و المرئي سائر أمامه يتخبط تحت المطر." ص:7، قصة " تعبيـر الرؤيا ".
 ققنس، ولعبــة التخفـــي :
في قصة (ققنس) التي أعتبرها غُرَّةَ (الكتاب) نجد الحالم و مفسر لحلمه، هذا على مستوى القراءة السطحية، أما على مستوى القراءة العميقة، نقف على ذلك الوعي الشقي، لأن الوعي في حد ذاته (شقاء) ثم ننفذ بعمق، و تمعن، و بالأخص في تعليقات الحالم، الذي هو ذاته، يبدو له التفسير جليا و مكشوفا لرمزية "قُقْنُس" الذي في سطحه جرس إنذار... لشيء على غير ما يرام، و لكن ما هو هذا ( الشيء)، و الذي أفصح عنه "المعلق/ المفسر" إنه " لا مبالاة عامة " و لكي يوضح لنا أكثر حول ما يجري، أمام هذه "لا مبالاة " يتوقف عن تفسيرها، بدعوة : " أن ، فمي .. فيه .. ماء." و الوجه الآخر الأكثر عمقا في رمزية " ققنس" هو ذاك الطائر الفاضح، الصادح، بجرس الإنذار... و بهذا الصنيع أصبح عُرْضَةً للموت... لماذا ؟ لأنه يدق جرس إنذاره في الحالات الشاذة، هذه الظواهر التي تواجهها حالات " اللامبالاة " .. إن هذه " اللامبالاة" التي يعيشها العالم أمام هذه الهزات، هي الفكرة الرئيسة التي يود الكاتب التعبير عنها بمستوى عال و تقنيات سردية راقية جدا، و كما نجد في مستوى أعمق بكثير، أن قرينة "ققنس" هو المثقف في بعده الرمزي، أو الكاتب، المتخفي وراء هذا الطائر، القناع، الذي أسقط عليه الكاتب حالته و كذلك حالة المثقف، أو كل من يحمل في ذاته ضمير حي، يرن كالجرس كلما أمْلَى عليه الواجب ذلك... و أمام هذه اللا مبالاة، نقف على :
 تفسير التفسير :
 (ألف ... باء ... تاء ... أُكْتُبْ."
 لن تَكْتُبْ إلا الأرشيف."
 ألف ... باء ... تاء ... اِقْرَأ."
 لن تَقْرَأْ إلا نفسك."
 لكن، من أَنْتَ ؟ "
 أنا ... قال، و أمسك).
يبقى عدم الإفصاح عن الهوية، سؤالا معلقا، حتى نعود إلى قراءة القصة من جديد لنجد جوابا، و تفسيرا، لإمساك – السارد – الإفصاح عن نفسه.
" ققنس ... ققنس ... ققنس.
تلفون ؟ الباب ؟ كلا، إنه جرس إنذار، يغمرني إحساس بالخطر الوشيك : خطر هائل و عام، يشبه الزلزال، أو الطوفان أو الماء أو الحرب العالمية أو قيام الساعة...
و لكن إحساسي غريب و متوحد وسط حالة " لا مبالاة عامة " من حولي كأنما يدق الجرس لي وحدي، كأنما يدق تحت الماء، الجرس موجود وحي، و أنا وسط الحياة، و السيل بلغ التراقي.
الماء ... في ...فمي.".
تعودنا في كل الحوارات، أن المحاوَر، إذا امتنع عن جوابا لسؤال ما، يرد للمُحَاوِرْ بلباقة : الماء ... في ... فمي. و هذا ما يقودنا إلى رمزية الماء في قصة " ققنس" التي أخذت بعدا آخر، إنها رمزية القوة المتسلطة القامعة، بتكميم الأفواه، أو القتل، أو التدجين، أو الاحتواء، للضمير الحي الذي يرن مثل الجرس ... إلا أن ماء البحر غشي ققنس و رهطه بالليل في الأوكار، فلم تبق له بقية (ص20)، إنه الغمر الذي ملأ فم السارد حتى يمسك عن الإفصاح عن هويته، و إن صرح بمعناها داخل، النص : لأن الهوية تعني الإطمئنان (ص22) و هو قلق.
 جماليــــة النـص :
تبقى هذه القراءة المختصرة و المختزلة في حق هذه المجموعة، مطالبة بقراءات أخرى متعددة. وحتى لا يفوتنا شيء مهم، في جماليات كتابتها، و الاحتفاء بشكل النص، و طريقة أدائه بمعزل عن مضمونه و دلالاته و رسالته، فهي التعامل مع النص جراء ذلك بحقل مفتوح، لا يرتهن لأي قانون، فهو يخلق قانونه الخاص، و لا يحيل إلا لذاته، و كذلك، استثمارها الفضاء النصي، و الحيز الذي تشغله الكتابة ذاتها، أي جغرافيا الكتابة على الورق، قصة "غيابات القلب"، و "ققنس"، و تقنية الزمن المستعاد، المقترن بالذاكرة كما يتشكل من قضايا و أفكار، في مناجاة الطفولة الهاربة كزمن منفلت. أو هارب إلى مجرة بعيدة.
إذا كان الماء قد غمر هذه المجموعة، فإنه ذاك التثمين المادي الجاعل من الماء حليبا لا ينفد، حليب الطبيعة – الأم، التثمين الأوحد الذي يَسِمَ الماء بسِمَةٍ أنثوية عميقة، ففي حياة كل إنسان، أو على الأقل في الحياة التي يحلم بها كل إنسان تظهر المرأة الثانية :
العاشقة أو الزوجة *المرأة الثانية تسقط أيضا على الطبيعة إلى جانب الأم).
" في غموض كثيف حين أتصور أمي و هي تتزين و تبكي في نفس الوقت، أرفع عيني الطفلتين إليها فأراها تتكحل أمام المرآة المكسرة، و أرى الدمع الأسود. ينساب على خديها الجميلين ... و تلقمني ثديها الأبيض و هي تطل علي بوجهها الجميل الباكي فأغمض عيني و قد انْحَفِِرْ فيهما إلى الأبد. (ص32) قصة غيابات).
* غ. باشلار.
الماء و الأحلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mohamedgouindi.kanak.fr
 
جمـاليــات القــص في مجمـوعـة " قُـقْـنُــس"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محمد اكويندي :: التصنيف الأول :: دراسات أدبية-
انتقل الى: