محمد اكويندي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محمد اكويندي

مرحبا بكم في منتدى محمد اكويندي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مقاربة التجريبالسرد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد اكويندي
Admin
محمد اكويندي


عدد الرسائل : 164
تاريخ التسجيل : 22/12/2006

مقاربة التجريبالسرد Empty
مُساهمةموضوع: مقاربة التجريبالسرد   مقاربة التجريبالسرد Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 19, 2007 11:15 am

مقاربة التجريب بتحديث السرد متابعة للتحديث الذي بدأه رواد الخمسينيات والستينيات، ويتبدى التجريب واضحاً في كسر اللغة وتغييب السرد المنطقي التقليدي متضمناً كسر الايهام والنزوع إلى إيقاع داخلي لتنامي الفعل القصصي، فتوميء القصة أكثر مما تصرح به، وبرز في هذا الاتجاه قصاصون كثر(6).‏

ب- الاتجاه إلى تركيز الحياة اليومية بالتركيز على حدث مؤثر مقتطع من سيرورة السرد ليشبع بايحاء انساني مفعم بالدلالات، ومن أمثلته اللافتة للنظر قصص جميل حتمل في مجموعاته «الطفلة ذات القبعة البيضاء» (1981) و«انفعالات» (1985) و«ابق لهذه الليلة» (1992) و«حين لا بلاد» (1993)، و«قصص المرض قصص الجنون» (1995)، وقصص عماد عبد اللطيف نداف في مجموعاته «قصص حب، الكتابة على الماء «(1992) و«ما الذي حصل يا إلهي» (1994) و«خجل الكستناء» (1998).‏

جـ- الاتجاه إلى تحويل القصة إلى نص سردي مفتوح على التجربة الانسانية بمقدرة حكائية تمازح السوريالية على أنها سرد المخيلة في قيعان الشعور واللاشعور معاً، أو تمازح الأخيولة (الفانتازيا) على أنهاصوغ سردي آخر لجموح المخيلة دون لوازم السوريالية كلّها، وقصص سمير بلوكباشي في مجموعاته «الموناليزا تبتسم لنصل المقصلة» (1991) و«مذيعة التلفزيون وقصص أخرى» (1994) و«أمل ببضع ساعة» (2004)، وقصص نبيل صالح الذي آثر أن يسميها مجموعة نصوص، وهي «الرب يبدأ نصه الأخير» (1991)، ولعل قصص فاروق مرعشي من النماذج القوية لهذا الاتجاه فهو يسربل سرده بعلاقات غير منطقية مشحونة بالرموز والادهاش كما في مجموعتيه «الخروج من الكابوس» (1979) و«رقصة شجرة الرولة» (1987).‏

د- الاتجاه إلى انبثاق السرد من الأساطير والرموز أو اشباع السرد بالاساطير والرموز باجتهادات مختلفة إلى حّد التباين بين قاص وآخر،ومن نماذج هذا الاتجاه المتميزة قصص محمد ابراهيم الحاج صالح في مجموعتيه «قمر على بابل» (1993) و«دفقة أخيرة» (1995)، وتتمتع هذه القصص بدهشة أسطرة الحوافز القصصية والقدرة على ضبط الأنساق الحكائية باتجاه أغراض محددة في تحفيز تركيبي واع مدرك لقابليات السرد في استيعاب الوعي المعرفي للشروط الانسانية في وضع تاريخي ما، ومن نماذجه الدالة أيضاً أنيس ابراهيم في مجموعتيه «التفاحة» (1984) و«أرض الديس» (1993)، وفيهما استحضار واسع لمعنى الاسطورة ، بل إنه يحول مدار السرد أحياناً إلى نفس أسطوري مشبع بأمداء الاستعارة والمجاز.‏

وكذلك تبرز في هذا الاتجاه قصص عبد الحميد يونس، ولا سيما مجموعته «كرات الظلام» (1922) التي تفلح في صوغ جمالية سردية تعتمد على تطويع الوحدات القصصية إلى مبنى رمزي موحٍ.‏

هـ- الاتجاه إلى استلهام الأسطرة (المثيولوجيا) الشعبية بتعبيراتها الدينية والملحمية والحكائية الفولكلورية، لا مجرد تضمين أو استعارة لعناصر منها، بل ما هو أدخل في تناصٍ يندغم في نسيج السرد كلّه غالباً، ومن نماذجه بعض قصص نيروز مالك في مجموعاته «حرب صغيرة» (1979) و«كتاب الوطن» (1982) و«أحوال البلد» (1983) و«ما رواه الجليل» (1995) و«تلك الحكايات» (1998)، ووهيب سراي الدين في مجموعاته «الحل» (1991)، و«طائر الكريم» (1992) و«العالم في سهرة» (1994) و«نفاذ الرمل» (1998)، ونجم الدين السمان في مجموعتيه «ساعة باب الفرج» (1994) و«نون النسوة» (1995)، وهما ينحوان بالسرد إلى دعابية ساخرة إلى حدّ المرارة، ومن الواضح أن هذا الاتجاه يستأثر بتحديث تقنيات القص، واذكر قاصاً اشتغل كثيراً وآخر قليلاً الأول هو مروان المصري في مجموعاته «تفسير الأحلام في جزيرة نامو» (1979) و«التغريبة اليمانية» (1984)، وفي بعض قصص مجموعتيه «أقاصيص دمشقية» (1986) و«ما حدث لعبد اللّه» (1990)، والثاني هو مالك صقور الذي برع في استحداث الموروث الديني والشعبي بسخرية بارعة وماكرة كما في بعض قصص مجموعته «الحقل» (1991). ولاسيما قصته التي تحمل عنوان المجموعة و«حبة شجاعة» (1998).‏



و- السرد القصصي ما بعد الحداثي: من خلال تشظية السرد وتشظية اللغة والتداخل النصوصي والأجناسي والتماهي الوثائقي والسيري مع اللعبة السردية، وكسر الإيهام والخطاب الحواري في تعدد الضمائر الساردة وتمازجها مع المشهدية والتداعيات الذاتية على الأنساق السردية. كما هو الحال لدى سمير عامودي في كتبه القصصية «حارة البحر» (1989) و«بقايا النهار» (1996) و«مثل الكذب» (1997) و«قبر العبد» (1999).‏

وهذا واضح أيضاً في قصص أحمد اسكندر في مجموعاته «الانقلاب الصيفي» (1994) و«نصوص لم تكتمل» (1996) و«الكائن في عزلته» (2003)، وعبد الباقي يوسف في بعض قصصه داخل مجموعاته المتعددة، ومنها: «طقوس الذكرى» (1992) و«كتاب الحب والخطيئة» (2004).‏



ز- الاتجاه إلى تجريب تقني في بعض أدوات القص دعماً للتجديد القصصي الذي يكاد يطبع الكتابة القصصية في سورية بطوابعه التي عرضنا بعض ظواهرها، ومن القصاصين المجددين نذكر نادر السباعي في مجموعته الأخيرة «الغابة النائمة» (1993) الذي يمازج بين الفانتازيا والأحلام والواقع في تخييل يقظ، ورياض خليل في مجموعته «القرش والأسماك» (1995) الذي يجنح إلى الترميز دون أن يعنى بلوازم المذهب الرمزي المعروف، معولاً على تحديث السرد بتخييل ينطلق من الواقع إلى النفس ليعود في واقع آخر مشوب بدلالات ثقافية واجتماعية لا تخفى، وغسان كامل ونوس في مجموعاته «دوار الصدى» (1997) و«أحمر أبيض» (1998) و«العائذ» (2000) و«خطايا» (2002) و«مفازات» (2003) التي ينهض فيها المبنى القصصي على الاستعارة الشاملة والترميز الأعمق.‏

ح- القص القصير جداً: انتشر الإقبال على كتابة القص القصير جداً، وسمي عند ممارسيه «القصة القصيرة جداً»، ووضع أحمد جاسم الحسين كتاباً عن هذا الفن القصصي، ونظم مع آخرين مهرجاناً سنوياً منذ عام 2000، وأصدر عدد من القصاصين مجموعات قصصية قصيرة جداً أو ضمنوا مجموعاتهم صفحات كثيرة لهذا الفن، مثل «ذماء» ليوسف حطيني (2001). و«على هامش المزامير» لعدنان كنفاني (2001) و«الحلم المسروق» لمحمد توفيق السهلي (2001) و«جرائم شتوية» لعماد نداف (2000)، و«ومضات» لهيمى المفتي (1997)، و«ربطة لسان» لأسامة الحويج العمر (2002).‏



ط- القصة النسوية: اندرجت كتابة المرأة القصصية في مداميك الأدب النسوي الذي يناهض المجتمع الأبوي إلى حدّ هجاء السطوة الذكورية عند كثير من القاصات، ويندر أن نجد قاصة خلال العقدين الأخيرين لا تكتب قصة نسوية كما هو الحال مع نادرة بركات الحفار في مجموعتها «أرملة رجل حي» (2004) ووفاء خرما في مجموعتيها «الأجنحة المتكسرة لـ س و ع» (1999) و«البرج» (2000).‏

تلكم إلماحة سريعة حول القصة الجديدة في سورية، وهي غنية بظواهرها واتجاهاتها الحداثية التي تجعل من القصة تعبيراً فنياً عن اللحظة الحضارية التي نمّر بها، وهو تعبير فني موصول بالتراث العربي والانساني، وهذه مزية من مزاياه الكثيرة.‏

(1) حللت النتاج القصصي لأكثر من سبعين قاصاً وقاصةً من سورية في أبحاث ومقالات عديدة لم تنشر في كتب بعد ووضعت عدداً منها في هذا الكتاب. وفي كتابي:‏

- فكرة القصة، نقد القصة القصيرة في سورية، منشورات اتحاد الكتّاب العرب، دمشق 1981.‏

- الأدب والتغير الاجتماعي في سورية، منشورات اتحاد الكتّاب العرب، دمشق 1989.‏

(2 ) ونذكر من أصحاب المجموعة القصصية الواحدة أكثر من عشرين قاصاً وقاصة منهم نبيل صالح وأحمد سنبل وعبد الباقي يوسف وإبراهيم خريط، وعبد الرحمن سيدو وسليمان سعد الله وإسماعيل تامر وأديبة تقي الدين ووفاء حمارنة وعصام حقي وبسام الحافظ وحمدان حمدان وفلك حصرية وغالية قباني وعلاء الدين الغادري وإسماعيل مروة وفريد الملا وأنيس بندك وزرياف المقداد وفتحي فطوم وعماد نداف ومالك صقور وأحمد محمود المصطفى وسمير بلوك باشي وحاتم علي وأحمد عمر وأحمد عساف، أما الذين صدر لهم مجموعة و مجموعتان ثم انخرطوا في أجناس أدبية أخرى فعددهم كثير أيضاً نذكر منهم: ماجدة بوظو وأسامة آغي ووفاء حمارنة وعصام حقي وماري رشو ونزار غانم وفيصل خرتش وأمية عبد الدين.‏

(3 ) نشير إلى أن أغزرهم إنتاجاً حسب عدد المجموعات القصصية هم: حسن حميد (ثماني مجموعات قصصية). وعادل سعيد بشتاوي (أربع مجموعات قصصية). وجمال عبود (ثلاث مجموعات قصصية) ومحمد باقي محمد (ثلاث مجموعات قصصية)، ومحمد سليمان (مجموعتان)، ومحمد الحاج صالح (مجموعتان)، ونضال الصالح (مجموعتان) وخطيب بدلة (مجموعتان)، وسميح عيسى (مجموعتان)، ومحمد أحمد سوسو (مجموعتان)، وماري رشو (مجموعتان) ونزار غانم (مجموعتان)، ومحمد رشيد رويلي (مجموعتان) وباسم إبراهيم عبدو (مجموعتان)، وجميل حتمل (مجموعتان) وغسان كامل ونوس (مجموعتان)، وأسامة آغي (مجموعتان) وعلي المزعل (مجموعتان)، وإحسان شراباتي (مجموعتان) وإبراهيم صموئيل (مجموعتان).‏

(4 ) هؤلاء الكاتبات هن: ماري رشو (مجموعتان) وغالية قباني (مجموعة واحدة)، وأنيسة عبود (مجموعة واحدة)، وإحسان شراباتي (مجموعتان)، وهيام المفلح (مجموعة)، وزرياف المقداد (مجموعة واحدة)، ووفاء حمارنة (مجموعة واحدة)، وملك حاج عبيد (مجموعتان)، ونادرة بركات الحفار (مجموعة)، وماجدة بوظو (مجموعة)، ونجوى قلعة جي (مجموعة).‏

(5) لقد سبق لي أن كتبت عارضاً وناقداً لتظاهرات الأصوات الجديدة في «الموقف الأدبي» وفي مسابقات «الثورة» و«تشرين» و«البعث» و«الأسبوع الأدبي» للقصة القصيرة، ومن الواضح أن كثيراً من الآراء الواردة قد سبق وطرحتها في هذه التظاهرات طلباً لمعايشة أكبر لقصاصي الثمانينيات وقصصهم.‏

(6 ) اكتفي بالإشارة إلى خليل الجاسم الحميدي في مجموعاته «السخط وشتاء الخوف» (1975) و«الركض في الأزمنة المنهوبة» (1983) و«موت الرجل الغريب» (1987) و«قمر أخضر على شرفة سوداء» (2003)، وإلى ابراهيم الخليل في مجموعاته «البحث عن سعدون الطيب» (1980) و«البازيار الجميل» (1996) و«مال الحضرة» (1998) و«غدير الحجر» (1999)، إذ انتقل بعدها إلى كتابة الرواية أو الرواية بوصفها قصصاً داخل قصة أكبر كما في روايتيه «حارة البدو» (1982) و«الضباع» (1985)، وإلى زهير جبور في مجموعاته «الحلم مرة أخرى» (1978) و«الورد الآن والسكين» (1979) و«الوقت» (1981) و«حصار الزمن الآخر» (1994) و«رذاد المطر» (1987) و«ذبحنا الطيور وهي تغرد» (1998) و«أكافي» (2003).‏

مقاربة التجريبالسرد Glitterمقاربة التجريبالسرد Glitterمقاربة التجريبالسرد Glitter
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mohamedgouindi.kanak.fr
 
مقاربة التجريبالسرد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محمد اكويندي :: التصنيف الأول :: دراسات أدبية-
انتقل الى: