الهَدِيَّة
بينيت سيرف*
ترجمة : ناظم مزهر
كَانَ البَاصُ يَسيرُ صَاعِداً هَابِطاً على طول الطَريق مُتَّجهاً نَحْوَ الجنوب . على أََحَد المقاعد جَلَسَ رجلٌ عجوز رقيق القِوام يَحتضنُ باقةَ زهورٍ طَريَّة ؛ وعَبْرَ المَمر الوسطي ؛ هُناك في المُقدَّمة ثَمَّة فتاة تُكثر من الالتفات إلى الوراء وهي تنظر إلى تِلكَ الزهور .
وعِنْدَما تَوقَّفَ الباص في مَحَطَّةِ مُنْتَصف الطريق ، نَهضَ الرجل العجوز لِيَنزل ، لكِنَّهُ ، قَبْلَ أن ينزل ، تَوَقَّفَ عِنْدَ الفتاة و انحنى ليَضَع باقة الزهور بين يديَّها قائِلاً:
" إن كُنتِ تُحبين هذا النوع من الزهور فتقَبَّليها هديَّةً مِن زوجتي وسَأُخبرها بذلك".
تَقَبَّلَت الفتاة باقة الزهور وراحت تُراقب الرجلَ العجوز وهو يغادر الباص فارغَ اليديَّن ثم يتَّجه نَحْوَ بوابة مَقْبرةٍ صغيرة تَقََعُ على جانب الطريق .
* كاتب أميركي معاصر.