الموسيقى
- ما يكشف أحسن من غيره عن أن الموسيقى هي ليست بشرية وفق أيّ قياس ، حقيقة ُ أنها لم توح لي بأيِّ تصوّرعن الجحيم.
- من دون يوهان سباستيان باخ يكون الرب مشخَّصا ً figure من الدرجة الثانية.
- إن موسيقى باخ هي الحجة الوحيدة التي تبرهن على أن خلق الكون لايمكن إعتباره فشلا تاما.
- الموسيقى هي أركيولوجيا الذاكرة وحفرياتها. وحتى في أصغر بقعة لن تكشف عن الجحيم الذي يسبق الذكريات.
- عند الإستماع الى باخ ترى كيف تلتصق أجزاء هيئة الله. فموسيقاه ما يوّزع الآلوهية ، وأمامك تتطور رؤيا بلاستيكية للوجود الإلهي ، وينمو الرب أمام
ناظريك.
- نفهم الموسيقى بأسلوب تام إذا تخلصنا من حالات مقاومة الجسد وتدخلاته. ولذلك تكون هي الطريق الصوتي للزهد. أيمكن بعد باخ أن نعشق ؟ كلا ، لايمكن وحتى بعد هيندل Handel الذي لا يحمل إنفصاله عن الأرض بعد ، رائحة السماء. الموسيقى هي قبر اللذة ، الغبطة التي تقوم بدفننا.
- " أنا لا أعرف كيف أجد الفارق بين الدموع والموسيقى " ( نيتشه ). ومن لم يفهم ، في لحظة برق خاطف ، هذه الحقيقة لم يعرف قبلها ، وكما يبدو بأكبر وضوح ولو لبرهة ، الإتحاد الخصوصي بالموسيقى . أنا لا أعرف موسيقى اخرى غير المستحّمة بالدموع. فالموسيقى النابعة من الحزن على الجنة ، تلد علامة هذا الأسف : الدموع.
- الجنة وحدها ، أو البحر ، بمقدورها التخلص من الموسيقى .
- بسبب موتسارت أخذتُ أحزن على غلطة آدم.
- السعادة هي وقفة ساحرة فكرتُ بها في أثناء الإستغراقات في التفكير الرعوي بموسيقى القرن الثامن عشر. أنا أعرف السعادة سماعا ً فقط.
- أكبر حزن أثارته فيّ الأحلام بالسعادة : بوتيتشيللي Botticelli ، كلود لورين Claude Lorrain ، موتسارت ، واتو Wattaeau ، كورو Corot . هل أنا ضعيف الإستعداد الى السعادة ؟ أو أني عرفت حسبْ الميلانخوليا التي تسبقها والأحزان التي تعقبها ؟
- القلب بلا موسيقى هو مثل الجمال بلا ميلانخوليا.
- لو إختفت الموسيقى لما إستطاعت كل الأفراح والآلام الأرضية أن تمسح الدمعة المقطرة من جوهر الموسيقى.
- باخ هو القائم الفعلي بإنتزاع الإنسان عن الأرض. في إهتزاز كل وتر من كمان أوسط viola يكمن مثل هذا القدْر من التجاوزي transcendence والذي يقترن في الذهن بصورة الثلج المنهمر.
- في باخ لا توجد " أحاسيس " بل العالم والله متحدين بواسطة سلم من الدموع التي تليها دموع أخرى.
- باخ هو كل شيء. وأيّ شيء هذا ال( كل شيء ) ؟ إنه الله نفسه. ففي باخ لاشيء يمكن أن لايكون الله. ولأن الوحدانية من دون براهين موسيقية هي محض لامعقولية.
- الأرغنات و الكمانات و المزمارات تثير فينا حنينا ملؤه الغمّ الى عوالم أخرى.
- هناك شيئان يصعب مقاومتهما : موسيقى باخ و شكايات الخادمات الصغيرات عند الغروب الهاديء والصامت.
- الموسيقى الموسومة بالحلول immanence قد تكون عادية حسب، إذ تكف عن القيام بوظيفتها كأداة للنسيان. وأيّ شيء نريد نسيانه ؟ كوننا نحيا في العالم.
- الموسيقى سكبت في ّ الفائض من الجرأة إزاء الله. وهذا يبعدني عن غيبيي الشرق.
- يصعب القول أيُّ شيء تبعثه الموسيقى فينا. أكيد أن الأمر يخص منطقة بمثل هذا العمق ، حتى أن الجنون عاجز عن الوصول إلى هناك .
</A>